خلاصة المقالات
نظرة جديدة إلي آية النسخ
محمد احساني فر لنگرودي
قد يطبق العديد آية «النسخ» و «الإنساء» علي الآيات القرآنية من دون أن يلاحظ سياق الآية، فبالإستناد إلي ظاهر الآية يقع في محذورات عقلية ـ عقائدية فيما يتعلق بالإنساء، أو ينساق نحو التأويل البعيد. هذه المقالة وبالإستفادة من الظواهر اللفظية والسياقية للآية تکشف عن منظار جديد ـ ذو ميزتين: حفظ ظهور الآية وتجريد مضمونها من المحذورات العقلية. فبمقتضي السياق المقصود من «الآية» آيات الکتب السماوية السابقة، وآية النسخ في مقام دفع بعض شبهات اليهود الذين يظنون ان النسخ والانساء في الآيات الإلهية أمرٌ محال ومخالف للحکمة، ولکن بلحاظ إطلاق الآية، لو ثبت وقوع النسخ والإنساء في شريعة الإسلام الخالدة والقرآن الکريم فإنها تشمل آيات القرآن أيضاً کما في کل قضية حقيقية. فالنسخ حکمٌ وأمرٌ معقول بل ثابت. إلا ان الإنساء ولأسباب قوية ومعتبرة لا ينطبق ـ في مقام التطبيق علي المصاديق ـ علي الآيات القرآنية وإنّما ينطبق فقط علي الآيات (المنسئة) للکتب والشرائع السابقة.
ألفاظ مفتاحية: آية النسخ، الإنساء، البداء، نسخ الآيات الإلهية، إنساء الکتب السابقة، بطلان نسخ التلاوة، بطلان إنساء القرآن.
العلامة الطباطبائي والحديث
ندعوا بالتوفيق لحجة الإسلام والمسلمين الدکتور أحمد احمدي الضيف والخطيب المتميّز لمراسيم تکريم العلامة الطباطبائي المفسر الکبير للقرآن الکريم والفيلسوف المتبحّر في دنيا الإسلام، فقد لبّي سماحته وبمنتهي الحفاوة والتقدير ـ بالرغم من ضيق الوقت ـ دعوة کلية علوم الحديث، وإلي جانب تفضّله بالخطابة فقد قام أيضاً بالإجابة علي أسئلة الطلاب الکرام. ان ما جاء في خطبته من مطالب وکذا ما ورد في أجوبته علي أسئلة الطلاب مهم للغاية وجدير بالعناية والإهتمام، ذلک لأن الاستاذ احمدي قد نال ـ في ميداني العلوم العقلية والنقلية ـ أعلي الشهادات العلمية المتداولة في الحوزة العلمية والجامعة کما قام بالتدريس لسنوات عديدة في کلا الميدانين وفي أعلي المستويات.
هذا الإستاذ الکبير في السن (من مواليد 1312 هـ . ش) في العقد الثامن من عمره، تتلمذ لعشرات السنين علي يد کبار علماء الدين من امثال: آية الله البروجردي رحمة الله ، المحقق الداماد رحمة الله ، المشکيني رحمة الله ، الإمام الخميني رحمة الله ، فاکتسب العلوم النقلية. کما قضي بجد قرابة خمسة عشر عاماً أيضاً في تحصيل الفلسفة والتفسير والحديث لدي العلامة الطباطبائي رحمة الله بحضور درسه الزاخر بالمعرفة.
الدکتور احمدي دکتور في الفلسفة الغربية أيضاً وعضو الهيئة العلمية لجامعة طهران منذ العام 1352 هـ . ش والي الان. له أکثر من خمسين مقالة وقام بتأليف وترجمة العديد من الکتب من بينها نقد الفکر الفلسفي الغربي وأصول وقواعد التربية في الإسلام. فالخوض في الافکار الفلسفية إلي جانب التعبّد بالنصوص الدينية وحفظ المئات من أبيات الشعر الفارسي وامتلاک الحس المرهف إلي جانب التفکير المنطقي يظهر إلي أي مدي تأثير الروح الوقّادة والفطيحة للعلامة الطباطبائي رحمة الله في النخبة من تلامذته.