فقال : إن قبلتها فلا آذن لك بعد في دخول داري ، وإن ترجع تزد عليَّ كرامة» . ۱
وحكى الذهبي عمّن سمع أبا بكر بن مردويه أنّه قال : «ما كتبت بعد العصر شيئا قطّ ـ وقال ـ : عميت قبل كل أحد ـ يعني : من أقرانه ـ ، وسمع أنّه كان يملي حفظا بعد ما عمي» . ۲
وكغيره ممّن عشق الحديث النبوي الشريف رحل ابن مردويه في طلبه ، وتذكر لنا المصادر التاريخيّة أنّه قدم العراق لأجل ذلك .
قال رحمه الله : «دخلت بغداد ، وتطلّبت حديث إدريس بن جعفر العطار ، عن يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة . . .» . ۳
وأشاد العلماء والمترجمون بجهود ابن مردويه في جمع التفاصيل عن الأخبار والروايات والأحاديث المختلفة ، وأسبغوا عليه من النعوت والألقاب مايبرز مكانته العلميّة .
قال أبو نُعيم (ت 430ه ) في ترجمته : «أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ، جمع حديث الأئمّة والشيوخ والتفسير ، وله المصنفات» . ۴
ووصفه الذهبي (ت 748 ه ) بـ «الحافظ الثبت العلاّمة» . ۵ وبـ «الحافظ المجوّد العلاّمة ، محدّث أصبهان» . ۶
ونقل عن أبي بكر بن أبي عليّ أنّه قال : «هو أكبر من أن ندلَّ عليه وعلى فضله وعلمه وسيره ، وأشهر بالكثرة والثقة من أن يوصف حديثه» . ۷
وقال الذهبي : «كان من فرسان الحديث ، فهما يقظا متقنا ، كثير الحديث جدّا ،
1.سير أعلام النبلاء ، ج ۱۷ ، ص ۳۰۸
2.. سير أعلام النبلاء ، ج ۱۷ ، ص ۳۰۸
3.لسان الميزان ، ج ۳ ، ص ۷۵ .
4.تاريخ أصبهان ، ج ۱ ، ص ۲۰۶ .
5.تذكرة الحفاظ ، ج ۳ ، ص ۱۰۵۰.
6.سير أعلام النبلاء ، ج ۱۷ ، ص ۳۰۸ .
7.المصدر السابق .