101
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

إن عرفناه بعقولنا، فهو عزّ وجلّ واهِبُها، وإن عرفناه عزّ وجلّ بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام ، فهو عزّ وجلّ باعثهم ومرسلهم ومتّخذهم حججا، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عزّ وجلّ محدثها، فبه عرفناه. ۱ وقد قال الصادق عليه السلام : «لولا اللّه ما عُرِفنا، ولولا نحن ما عُرِفَ اللّه ». ومعناه لولا الحجج ما عرف اللّه حقّ معرفته، ولولا اللّه ما عرف الحجج. انتهى. ۲
ثمّ قال ابن بابويه:
ولو استغنى في معرفة التوحيد بالنظر عن تعليم اللّه عزّ وجلّ وتعريفه، لما أنزل اللّه عزّ وجلّ ما أنزل من قوله: «فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا اللَّهُ»۳ ، ومن قوله: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»۴ ، إلى آخرها، ومن قوله: «بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ» إلى قوله: «وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»۵ ، وآخرِ الحشر وغيرِها من آيات التوحيد. انتهى. ۶
الثاني: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ) ؛ بكسر المهملة وفتحها، وسكون الميم والمهملة وألف ونون.
(عَنْ أَبِي رُبَيْحَةَ) ؛ بضمّ المهملة، وفتح الموحّدة، وسكون الخاتمة ومهملة.
(مَوْلى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ) . الظاهر أنّ اسمه: رباح بفتح المهملة والموحّدة والألف ومهملة.
(قَالَ: سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ) . الباء أوّلاً وثانيا

1.فى حاشية «أ» : « ويجيء في كتاب الحجّة في ثاني الثاني عشر أنّه قال أبو عبداللّه عليه السلام : الأوصياء هم أبواب اللّه عزّ وجلّ التي يؤتى منها ، ولولاهم ما عرف اللّه عزّ وجلّ ، وبهم احتجّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ على خلقه . انتهى» .

2.التوحيد، ص ۲۹۰، باب أنّه عزّوجلّ لا يرعف إلّا به، ذيل ح ۱۰.

3.محمّد (۴۷) : ۱۹ . وفي المخطوطين «هو» بدل «اللّه » .

4.الإخلاص (۱۱۲): ۱.

5.الأنعام (۶) : ۱۰۱ .

6.التوحيد ، ص ۲۹۱ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
100

الإشارة إلى أنّ مجموعهما لردّ مذهب واحد من المشبّهة هو تشبيهه تعالى بنحو الشابّ الموفّق في سنّ أبناء ثلاثين، كما يجيء في ثالث العاشر. ۱(وَهُوَ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ لَا يُشْبِهُ جِسْما) أي بدنا (وَلَا رُوحا) .
وأمّا قوله: (وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِي خَلْقِ الرُّوحِ الْحَسَّاسِ الدَّرَّاكِ أَمْرٌ وَلَا سَبَبٌ، هُوَ الْمُنْفَرِدُ۲بِخَلْقِ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ) ، فإنّما ذكره لدفع توهّم أن يكون لشيء من العالم خالق آخر مجرّد، فيتوهّم أن يكون اللّه تعالى شبيها به.
والأمر: الخلق بمحض الإرادة، مأخوذ من قوله تعالى: «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» . ۳
والسبب بفتحتين: الحبل وما يتوصّل به إلى غيره، والمراد به هنا الخلق بمباشرة ومعالجة.
(فَإِذَا نَفى) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب ضرب، وفيه ضمير راجع إلى العارف المفهوم من «اعرفوا».
(عَنْهُ الشَّبَهَيْنِ: شَبَهَ الْأَبْدَانِ، وَشَبَهَ الْأَرْوَاحِ) . هذا على سبيل المثال، وفيه إشعار بأنّ نفي الشبهين هو العمدة.
(فَقَدْ عَرَفَ اللّهَ بِاللّهِ) أي بتشبيهه بنفسه. ومضى معناه.
(وَإِذَا شَبَّهَهُ بِالرُّوحِ أَوِ الْبَدَنِ أَوِ النُّورِ) . لم يذكر الشبه بالأشخاص هنا أيضا للإشارة إلى ظهور بطلانه.
(فَلَمْ يَعْرِفِ اللّهَ بِاللّهِ) . قال ابن بابويه في كتابه في التوحيد في «باب أنّه عزّ وجلّ لا يعرف إلّا به» بعد نقل هذا الشرح عن محمّد بن يعقوب، وبعد ذكر أحاديث لم يذكرها محمّد بن يعقوب في هذا الباب:
قال مصنّف هذا الكتاب رضى الله عنه: القول الصواب في هذا الباب هو أن يُقال: عرفنا اللّه باللّه لأنّا

1.أي الحديث ۳ من باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى.

2.في الكافي المطبوع: «المتفرِّد».

3.يس (۳۶) : ۸۲ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 57083
صفحه از 584
پرینت  ارسال به