107
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

سير يشدّ به الرَّحْل. أو معناه عالم بما يفعل وما يترك؛ من أثبته: إذا عرفه حقّ المعرفة، فمعناه حكيم؛ أو بفتحها، أي أبديٌّ استُعير من الرَّحْل المشدود بالثبات. أو معناه أنّه محكوم عليه بأنّه شيء بحقيقة الشيئيّة.
(مَوْجُودٌ) أي حاضر عند الشدائد، يُجيب دعوة الداع إذا دعاه، فالوجود هنا مقابل للفقد؛ يُقال: وجدتُ الشيء وأنا واجده، وهو موجود، وهذا مشتمل على أنّه سميعٌ بصير.
وقوله: (غَيْرُ فَقِيدٍ ) بيانٌ ل«موجود» للتصريح بالعموم.
(وَأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) . مضى شرحه في رابع «باب إطلاق القول بأنّه تعالى شيء».
الثاني: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ طَاهِرِ بْنِ حَاتِمٍ) ؛ ابن ماهويه القزويني.
(فِي حَالِ اسْتِقَامَتِهِ). كان مستقيما ثمّ تغيّر وأظهر الغلوّ.
(أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الرَّجُلِ)
ذكره الشيخ في أصحاب الرضا عليه السلام ، ۱ وقال: غال كذّاب أخو فارس، ۲ ثمّ ذكره في باب من لم يرو عن أحد من الأئمّة عليهم السلام . ۳(مَا الَّذِي لَا يُجْتَزَأُ فِي مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ بِدُونِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ: لَمْ يَزَلْ عَالِما وَسَامِعا) أي سميعا، كما في كتاب التوحيد لابن بابويه، ۴ فإنّ السماع من صفات الفعل، والسمع من صفات الذات.

1.في حاشية «أ» : «قوله (في أصحاب الرضا عليه السلام ) يوافق ما ذكره الاُستاذ المحقّق رضى الله عنهفي ضيافة الاخوان، وما في حواشي الفاضل النائيني لهذا الكتاب ، وما في كتابي الرجال للفاضل الإسترابادي رحمه الله عن طاهر بن حاتم بن ماهويه قال : كتبت إلى الطيّب ـ يعني أبا الحسن عليه السلام ـ ، ما الذي لا يجتزأ في معرفة الخالق جلّ جلاله بدونه؟ فكتب : ليس كمثله شى ء ، لم يزل سميعا وعليما وبصيرا، وهو الفعّال لما يريد. ويظهر منه أنّ من روى عنه من هو غير سهل وغير اللذين نقل عنه كتاب الرجال . ثمّ الفاضل المازندراني ـ أصلح اللّه مآله ـ بعد ذكر نسب طاهر وتوضيح ماهويه ـ بفتح الهاء والواو ومذهبه كما في المتن ـ قال : وطاهر من أصحاب أبي عبد اللّه وأصحاب أبي الحسن موسى أخوه فارسي من أصحاب الرضا عليه السلام ، ثم قال في شرح الحديث كتب إلى الرجل هو الكاظم أو الصادق عليهماالسلام ، انتهى» .

2.رجال الشيخ ، ص ۳۵۹ ، أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام .

3.رجال الشيخ ، ص ۴۲۸ ، باب ذكر أسماء من لم يرو عن أحد من الأئمّة عليهم السلام .

4.التوحيد ، ص ۱۹۷ ، ضمن الحديث ۹ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
106

الولد» ۱ .
(قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ، فَقَالَ: الْاءِقْرَارُ بِأَنَّهُ لَا إِلهَ) أي لا مستحقّ للعبادة (غَيْرُهُ، وَلَا شِبْهَ۲لَهُ) . شبه الشيء ـ بالكسر وبالتحريك، وكأمير ـ ما يصلح لأن يكون زوجا له بأن يكون كلّ منهما جسمانيّا، أو يكون كلّ منهما مجرّدا. وهذا ردّ على المجسّمة والفلاسفة.
(وَلَا نَظِيرَ لَهُ) ، النظير: المناظر؛ أي المضادّ. وهذا ردّ على المجوس؛ حيث جعلوا إبليس مضادّا للّه تعالى ۳ ، وعلى المعتزلة المفوّضة، ۴ كما سيجيء في «باب الاستطاعة».
(وَأَنَّهُ) . تكراره هنا للإشارة إلى أنّ ما قبله صِفات سلبيّة، وما بعده ثبوتيّة.
(قَدِيمٌ) أي مستمرّ الكون ۵ في جانب الماضي إلى غير النهاية. وهذا ردّ على من قال في حدوث العالم واختصّ الحدوث بوقته، ۶ إذ لا وقت قبله مرادا به أنّه لا استمرار قبل العالم أصلاً.
(مُثْبِتٌ)۷ ؛ بكسر الباء؛ أي فعّال لما يريد؛ من أثبته: إذا شدّه بالثبات بالكسر، وهو

1.الكافي ، ج ۵ ، ص ۴۶۴ ، باب وقوع الولد ، ح ۳ .

2.في «ج» : «شبيه» .

3.نظريّة المجوس تجدها في رسائل المرتضى ، ج ۳ ، ص ۲۸۴ ؛ والمواقف للإيجي ، ج ۳ ، ص ۶۵ ؛ ومجمع البيان ، ج ۴ ، ص ۱۲۵ ؛ وتفسير الرازي ، ج ۱۳ ، ص ۱۱۳ .

4.لا بأس بمراجعة كتاب لبّ الأثر في الجبر والقدر (محاضرات الإمام الخميني رحمه الله) للتعرف على نظريّة المفوّضة .

5.في «ج» : «الوجود» .

6.في حاشية «أ» : «القائل صاحب التجريد (منه)» .

7.في الكافي المطبوع : «مُثْبَتُ» بفتح الباء .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 69671
صفحه از 584
پرینت  ارسال به