111
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(فَعَقَدَ) أي شدّ وربط، وفيه ضمير «مَن».
(عَلَيْهِ) . الضمير راجع إلى «المعنى». ويجوز رجوعه إلى مصدر «عبد» أو إلى «الإيقاع».
(قَلْبَهُ) ؛ مفعول «عقد». والمراد بعقد القلب إمّا الإخلاص في العبادة، وإمّا الطوع القلبي المعبَّر عنه في حدّ الإيمان بالتصديق، وهو غير العلم كما سيجيء في ثالث «باب في إبطال الرؤية».
(وَنَطَقَ بِهِ) . راجع إلى ما رجع إليه ضمير «عليه».
(لِسَانُهُ) ؛ فاعل «نطق». وهو إشارة إلى أنّ الإقرار معتبر في الإيمان الكامل، بقرينة قوله: «حقّا».
(فِي سِرِّ أمْرِهِ۱وَعَلَانِيَتِهِ) . نَشْرٌ على ترتيب اللفّ.
(فَأُولئِكَ أَصْحَابُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَقّا) .
الثاني: (وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ بدل قوله: «فَأُولئِكَ أَصْحَابُ» إلى آخره : «أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا») .
الثالث: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللّهِ وَاشْتِقَاقِهَا) . من قبيل: أعجبني زيد وحسنه؛ أي سأل عن اشتقاق أسماء اللّه .
ويحتمل أن يكون المسؤول عنه كلّ واحدٍ من نفس الأسماء واشتقاقها، وكأنّ ذلك بعد سماعه أنّ الأسماء ليست أسماء ذات بذاته بأن تكون أعلاما أو بعضها علما، بل هي مشتقّات، أي ملحوظ في وضعها وإطلاقها عليه تعالى دلالتها على الصفات.
ويحتمل أن يكون المراد بالاشتقاق معناه اللغوي؛ أي أخذها من أصل، سواء كانت أعلاما أم لا.
ويبعّده قوله: «والإله يقتضي مألوها» إلى آخره.

1.في الكافي المطبوع : «سرائره» بدل «سرّ أمره» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
110

(دُونَ الْمَعْنى) ؛ بفتح الميم، وسكون المهملة، وفتح النون والقصر: اسم مكان؛ أي المقصد، أو بكسر النون، وشدّ الخاتمة: اسم مفعول؛ أي المقصود، أي دون الموجود في نفسه في الخارج، المقصودِ تصوّره بالوجه بإيقاع الاسم عليه. فالفرق بين المعنى والمسمّى أنّه يعتبر في المعنى كون الاسم خارجا عنه، وجها من وجوهه، ولا يعتبر في المسمّى ذلك.
(فَقَدْ كَفَرَ) ؛ إذ لم يعبد اللّه أصلاً.
(وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى) . هذا حال من ادّعى أنّ صفاته تعالى موجودة في أنفسها في الخارج وهم الأشاعرة. ۱(فَقَدْ أَشْرَكَ) مع اللّه غيره ممّا لا يستحقّ العبادة؛ لأنّ صفة الكمال الموجودة في نفسها في الموصوف أكبر من الموصوف، كما يشير إليه قوله تعالى: «لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ»۲ ، وقد مرَّ بيانه في ثالث الثالث والعشرين من «كتاب العقل ۳ » فهي أولى من ذات اللّه حينئذٍ باستحقاق العبادة.
(وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى بِإِيقَاعِ الْأَسْمَاءِ) أي حملها (عَلَيْهِ بِصِفَاتِهِ) . الباء للملابسة. والفرق بين الصفة والاسم أنّ الاسم ما يحمل على الشيء مواطأةً كالعالم وذو القوّة، والصفةَ ما يحمل على الشيء لا مواطأة، بل بتوسّط ما يشتقّ منه، أو بتوسّط «ذو» كالعلم والقوّة المحمولين بتوسّط حمل العالم وذو القوّة؛ أي مع إرادته صفاته لا يجعل بعض أسمائه علما لذاته.
(الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ) أي لم يتجاوز في المختلف فيه اختلافا حقيقيّا مستقرّا إلى وصفه بغير ما وصف به نفسه في محكمات القرآن بخصوصه كالعلم والقدرة، أو بعمومه كما في الأمر بسؤال أهل الذِّكر فيما لم يعلم بالبيّنات والزبر. وهذا ردّ على الذين يلحدون في أسمائه. ۴

1.شرح المواقف ، ج ۸ ، ص ۱۸ ؛ شرح العقيدة الطحاوية ، ص ۱۲۹ . وانظر الفتوحات المكّيّة ، ج ۱ ، ص ۶۸۰ .

2.المائدة (۵) : ۷۳ .

3.أي الحديث ۳ من باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب .

4.فيه إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأعراف (۷) : ۱۸۰ «وَلِلَّهِ الأَْسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائهِ» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55589
صفحه از 584
پرینت  ارسال به