113
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

فجرى مجرى العلم؛ أي الذي يستحقّ عبادة كلّ مَن سواه، ولا يستحقّ غيره عبادته. ونظيره إمام مَن أمّهم: إذا تقدّمهم. وقيل: إله بمعنى مألوه. انتهى. ۱
وهذا كما قيل في إمام: إنّه بمعنى مفعول؛ أي من يؤتمُّ به. ۲ ويبطله قوله:
(وَالْاءِلهُ) ؛ بالرفع على الابتداء، واللام للجنس.
(يَقْتَضِي) أي يستلزم استلزامَ أحد المتضايفين للآخر.
(مَأْلُوها) أي من عبادته واجبة مستحقّة بالفتح. استدلالٌ على أنّ هذا الاسم ليس عين المسمّى بأنّ الأمر النسبي لا يمكن أن يكون علميّا، ولا أن يكون ذاتا أو ذاتيّا لموجود في نفسه في الخارج.
وسيجيء في رابع «باب جوامع التوحيد»: «كان ربّا إذ لا مربوب، وإلها إذ لا مألوه» مع شرحه.
(وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى) . لمّا بيّن أنّ اللّه ليس عين مسمّاه، أراد أن يعمّم ويبطل القول بأنّ اسما من أسمائه عين المسمّى، ومضى بيانه في أوّل الباب. وأمّا مغايرة اللفظ للمسمّى، فأظهر من أن يحتاج إلى بيان.
(فَمَنْ عَبَدَ) . تفريعٌ على قوله: «والاسم غير المسمّى».
(الِاسْمَ دُونَ المَعْنى، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئا) أي شيئا معتدّا به مستحقّا للعبادة؛ لأنّه مفهوم اعتباري غير موجود في الخارج في نفسه.
(وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى، فَقَدْ كَفَرَ وَعَبَدَ اثْنَيْنِ) أي شيئين معتدّا بهما بزعمه؛

1.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۲۳ ؛ لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۴۶۹ (إله) .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
112

(اللّهُ) ؛ بتقدير القول. إنّما خصّ اللّه بالذِّكر لكثرة الخلاف فيه بين الناس.
قال في القاموس: «واختلف فيه على عشرين قولاً ذكرتها في المباسيط أصحّها عَلَم غير مشتقّ» انتهى. ۱
وقال الجوهري:
لاه يليه ليها: تستّر. وجوّز سيبويه أن يكون لاهٌ أصل اسم اللّه ، قال الشاعر: لاهه الكبار، أي إلاهه ۲ . اُدخلت عليه الألف واللام، فجرى مجرى الاسم العَلَم كالعبّاس والحسن، إلّا أنّه يخالف الأعلام من حيث كان صفة. انتهى. ۳(مِمَّا) . متعلّقٌ ب«مشتقّ» أي من أيّ شيء. وإثبات ألفها مع دخول الجارّ عليه شاذّ.
(هُوَ مُشْتَقٌّ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا هِشَامُ، اللّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ ) ؛ على وزن فعال بمعنى فاعل؛ من ألههم كنصر إذا استحقّ عبادتهم، اُدخل عليه في الجلالة حرف التعريف للعهد، ۴

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۸۰ (أله) .

2.في حاشية «أ» : «قوله : (لاهه الكبار) هذا جزء بيت لابن جني أو الأعشى وتمامه : حلفة من أبي رياحيسمعها لاهه الكبار الحلفة: واحد الحلف بمعنى القسم، ورواية القاف بدل الفاء تحريف . وأبو رياح : اسم رجل . والكبار ـ بضمّ الكاف وتخفيف الباء ـ بمعنى العظيم ، كما نصّ عليه العيني في شرح شواهد الألفية ، وهو نعت لاهه . وروي: «يشهدها» مكان «يسمعها» . وروي «لاهم» بالميم بدل الهاء الثانية . قال العيني : وفيه شذوذان ؛ أحدهما : استعماله في غير النداء ؛ لأنّه فاعل يسمعها ، والآخر تخفيف ميمه وأصله التشديد . انتهى . ولقائل أن يقول : لعلّ أصالة التشديد مختصّة بالنداء (مهدي)» .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۲۴۸ (ليه) .

4.في حاشية «أ»: «قوله: قدّس سرّه (للعهد)، إلى آخره المراد به إمّا العهد الخارجي، كما سيصرح به في الباب السادس عشر في شرح حديث الحسن بن راشد. وإمّا العهد العلمي، وهو الأنسب. ومآلهما واحد؛ فإنّ الثاني من أصناف الأوّل، بناءً على أنّ مرادهم بالعهد الخارجي القسيم للجنس والاستغراق. والعهد الذهني ما قصد يمد قوله فرد معين من الحقيقه، سواء كان التعيين بسبب سبق الذكر صريحا أو كناية، وهو المسمىّ بالعهد الذكري، وقد اجتمعا في قوله تعالى: «وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَى» إذا الاُنثى إشارة إلى ما صرّح به سابقا في قولها: «رَبِّ إِنِّى وَضَعْتُهَآ أُنثَى» والذكر إشارة إلى ما سبق ذكره كناية في قولها: «رَبِّ إِنِّى نَذَرْتُ لَكَ مَا فِى بَطْنِى مُحَرَّرًا» فإنّ «ما» وإن كان يعمّ الذكور والإناث، لكن التحرير ـ وهو أن يعتق الولد لخدمة بيت المقدس ـ إنّما كان للذكور؛ صرّح بذلك التفتازاني في المطوّل. أو كان التعيين بسبب حضور مدخولها، وهو المسمّى بالعهد الحضوري. وزعم بعض أنّها لا تدخل إلّا على الزمان الحاضر، أو المنادي، أو المشار إليه نحو: الآن، ويا أيّها الرجل، وهذا الرجل. وتفصيله في مغني لابن هشام. أو كان التعيين لسبب سبق علم المتكلّم والمخاطب به، وهو المسمّى بالعهد العلمي، كما في قوله تعالى «بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ» وقوله تعالى: «تَحْتَ الشَّجَرَةِ» وقوله تعالى: «إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ» صرح بذلك الأزهري في التصريح (مهدي)».

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55514
صفحه از 584
پرینت  ارسال به