123
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(وَلَا كَانَ فِي شَيْءٍ) محيط به.
(وَلَا كَانَ عَلى شَيْءٍ) يكون ثقله عليه.
(وَلَا ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ مَكَانا) . مضى معنى المكان في شرح عنوان الباب. والمراد إبطال قول من زعم أنّ اختصاص أوّل الحوادث بوقته؛ لأنّه ليس قبله وقت ولا امتداد وبقاء هو مكان اللّه تعالى، فمكانه ومكان الحوادث واحد، وتقدّمه على أوّل الحوادث تقدّم بالذات فقط.
(وَلَا قَوِيَ) ؛ كرضي، أي ولا حصل له زيادة قدرة.
(بَعْدَ مَا) ؛ مصدريّة.
(كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ) ؛ بتشديد الواو.
(وَلَا كَانَ ضَعِيفا) أي ناقص القدرة.
(قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئا) ؛ فهو ذو القوّة المتين، وقوّته قبل تكوين الأشياء كقوّته بعد تكوين الأشياء.
(وَلَا كَانَ مُسْتَوْحِشا قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئا، وَلَا يُشْبِهُ) ؛ بصيغة معلوم باب الإفعال.
(شَيْئا مَذْكُورا) أي محفوظا ذهنيّا بأن يكون متصوّرا في الأذهان بشخصه أو بكنهه.
وفي رواية ابن بابويه في كتابه في التوحيد بدل «مذكورا»: «مكوّنا». ۱(وَلَا كَانَ خِلْوا) ؛ بكسر المعجمة وسكون اللام، أي خاليا.
(مِنْ الْمُلْكِ) ؛ بضمّ الميم وسكون اللام: السلطنة.
(قَبْلَ إِنْشَائِهِ) ؛ لأنّ مناط الملك القدرة المعلومة، وهي حاصلة له قبل الإنشاء.
وفي رواية ابن بابويه: «خلوا من القدرة على الملك». ۲
وإضافة «إنشاء» إلى الضمير إضافة إلى المفعول، أي قبل إنشاء شيء.
(وَلَا يَكُونُ مِنْهُ) : من الملك (خِلْوا بَعْدَ ذَهَابِهِ) أي ذهاب شيء، أو ذهاب كلّ شيء،

1.التوحيد ، ص ۱۷۳ ، باب نفي المكان ، ح ۲ . وفي حاشية «أ» : «مكنونا» .

2.التوحيد ، ص ۱۷۳ ، باب نفي المكان ، ح ۲ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
122

ولا ينافي ذلك تغيّر صفة فعله، كما يجيء في قوله: «قبل أن ينشئ» وقوله: «بعد إنشائه».
(بِلَا كَيْفَ)۱ ؛ إمّا بالبناء على الفتح حكايةً، وإمّا بالجرّ والتنوين؛ أي بلا كيف لربّي تعالى أو لحياته. وتفسير الكيف مضى في شرح ثاني الباب.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ «كَانٌ»۲) ؛ اسم منوّن مأخوذ من فعلٍ ماضٍ من الأفعال التامّة أو الناقصة كالقيل والقال، أو فعل محكيّ. والأوّل أنسب بما يجيء في «كتاب الحجّة» في تاسع «مولد النبيّ صلى الله عليه و آله » عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: «إنّ اللّه كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان».
والمراد أنّ الكلام حادث فـ«كان» أيضا حادث. أو المراد أنّه لم يتغيّر في صفة ذات أصلاً، لا في الحياة ولا في غيرها؛ إذ لم يكن ممّن يُقال فيه: كان كذا فصار كذا، يقال في الوعظ: كأنّك واللّه قد كنتَ وصرتَ إلى كان وكنت، أي صرت إلى أن يقال عنك: كان فلان كذا، ۳ وتقول: كنت كذا، ۴ والكنتيّ ككرسيّ: الكبير العمر؛ لأنّه يقول كثيرا: كنت كذا وكذا. ۵(وَلَا كَانَ لِكَوْنِهِ) . اللام للسببيّة، والكون: الإنّيّة، والضمير للّه . ۶(كَوْنُ كَيْفٍ) ؛ بالإضافة. وهذه الجملة لإبطال مذهب الصفاتيّة كالأشاعرة القائلين بأنّ صفاته تعالى كالعلم والقدرة كائنة في أنفسها في الخارج، ومن مقولة الكيف، وهي صادرة عنه بالإيجاب؛ أي كونها مترتّبة على محض كونه بدون توسّط قدرة وإرادة. وهذا المذهب قول بتعدّد القدماء. ۷ وبطلانه واضح بالأدلّة العقليّة والنقليّة.
(وَلَا كَانَ لَهُ) أي لربّي (أَيْنٌ) . مرفوعٌ منوّن؛ أي حين، كما مرّ في السابق.

1.في الكافي المطبوع: «كَيْفٍ» بتنوين الكسر في آخره.

2.في الكافي المطبوع : «كانَ» .

3.النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۱۲ (كون) .

4.في «ج» : - «و» .

5.لسان العرب ، ج ۱۳ ، ص ۳۶۹ (كان) .

6.في حاشية «أ» : «والأولى الضمير لربّي ؛ لأنّه المذكور في اللفظ ، وهكذا في المواضع الخمس الآتية في الفقرة الثانية (مهدي)» .

7.حكاه عن الأشاعرة العلّامة في كشف المراد ، ص ۴۰۲ ؛ وفي طبعة تحقيق الزنجاني ص ۳۱۴ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 57116
صفحه از 584
پرینت  ارسال به