125
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(يُشْبِهُهُ) ؛ من باب الإفعال؛ أي يشاركه في معنى. ويجيء بيانه في أوّل السابع عشر ۱ عند قوله: «إنّما التشبيه في المعاني، فأمّا في الأسماء فهي واحدة».
وهذا التقييد للإشارة إلى أنّ معرفة ربوبيّته تحصل بالنظر في كلّ مخلوق، كما في سورة الأعراف: «أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِنْ شَىْ ءٍ»۲ .
(وَلَا يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ) ؛ كيعلم، والضمير للّه . والمقصود أنّه لا يختلف الصدور عنه صعوبةً وسهولة باعتبار الهرم وضدّه. والهَرَم محرّكةً: أقصى الكِبَر. ۳ والمراد به هنا ضعف الهرم.
(وَلَا يَصْعَقُ لِشَيْءٍ) ؛ كيعلم؛ أي لا يفزع لخوف فيضعف ويضطرب، أو لا يغشى عليه، أو لا يموت. والمعنى: لا يمكن أن يصعق.
(بَلْ لِخَوْفِهِ تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا) . لام «الأشياء» للجنس، أو للعهد الخارجي.
وعلى الأوّل نسبة الخوف والصَعْق إلى الجمادات تمثيل لعظمته تعالى، كما في سورة الأحزاب: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا» . ۴
وعلى الثاني المراد بالأشياء الأشياء الصَعِقَة، وهي مَن في السماوات ومن في الأرض إلّا من شاء اللّه ، كما في سورة النمل: «وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ إِلَا مَنْ شَاءَ اللّهُ»۵ ، وفي سورة الزمر: «وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الْأَرْضِ إِلَا مَنْ شَاءَ اللّهُ» . ۶
الثالثة: قوله:
(كَانَ حَيّا) ؛ ناقصة.

1.أي الحديث ۲ من باب آخر وهو من الباب الأوّل.

2.الأعراف (۷) : ۱۸۵ .

3.لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۶۰۷ (هرم) .

4.الأحزاب (۳۳) : ۷۲ .

5.النمل (۲۷) : ۸۷ .

6.النمل (۲۷) : ۶۸ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
124

فإنّه لمّا كان الذهاب كالنفي، كان «شيء» كالنكرة في سياق النفي.
ويجوز أن يكون الضمير في «ذهابه» راجعا إلى الإنشاء، ويكون ضمير «إنشائه» راجعا إلى اللّه بأن يكون إضافةً إلى الفاعل، ويكون المراد بذهاب الإنشاء ذهاب المُنشَأ.
الثانية: قوله:
(لَمْ يَزَلْ) ؛ بفتح الزاي ناقصة.
(حَيّا بِلَا حَيَاةٍ) : كائنة في الخارج في نفسها حقيقة، أو باعتبار شرط لها غير الذات. وإنّما ذكر ذلك إشعارا بأنّ التغيّر في الحياة إنّما يتصوّر على تقدير وجودها.
(وَمَلِكا) ؛ بفتح الميم وكسر اللام.
(قَادِرا) . صفة موضحة جارية مجرى التفسير.
(قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئا) . الظرف متعلّق ب«لم يزل» باعتبار كون خبره «ملكا قادرا».
(وَمَلِكا) ؛ بفتح الميم وكسر اللام معطوفٌ على «ملكا» الأوّلِ.
(جَبَّارا) . صفة موضحة جارية مجرى التفسير. ومعنى الجبر هنا أنّ فعله بمحض نفوذ الإرادة ليس من الأفعال العلاجيّة.
(بَعْدَ إِنْشَائِهِ) . الظرف متعلّق ب«لم يزل» باعتبار كون خبره «ملكا جبّارا». وحين الإنشاء داخل في هذا الشقّ عرفا، والضمير للّه .
(لِلْكَوْنِ) . الظرف متعلّق بالإنشاء، واللام للعهد الخارجي؛ أي كون الممكن كالنظام المشاهد.
(فَلَيْسَ) . تفريعٌ على قوله: «لم يزل حيّا بلا حياة» إلى آخره.
(لِكَوْنِهِ كَيْفٌ) . مضى شرح مضمونه في الاُولى.
(وَلَا لَهُ) أي للّه (أَيْنَ۱) . مبنيٌّ على الفتح حكايةً، أو مرفوع.
(وَلَا لَهُ) أي للّه (حَدٌّ) أي أن يحيط به مقدار لا يتجاوزه.
(وَلَا يُعْرَفُ) أي اللّه (بِشَيْءٍ) أي بموجود، سواء كان جسمانيّا أم مجرّدا.

1.في الكافي المطبوع : «أيْنٌ» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 57110
صفحه از 584
پرینت  ارسال به