الخامسة: قوله:
(وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ ، إِنَّ رَبِّي لَا تَغْشَاهُ) أي لا تعرضه، أو لا تدركه (الْأَوْهَامُ) ؛ جمع «وَهم» بالفتح، وهو الغلط في الحساب ونحوه؛ أو هو الخاطر.
(وَلَا تَنْزِلُ بِهِ الشُّبَهَاتُ) ؛ بضمّ المعجمة، وفتح الموحّدة وإسكانها وضمّها، جمع «شبهة» بالضمّ: الالتباس. والمراد أنّ اللّه بالغ أمره، لا يشتبه عليه شيء.
(وَلَا يُجَارُ) من شيء؛ بالجيم على ما في أكثر النسخ؛ إمّا بضمّ ياء المضارعة والألف من الإجارة، يُقال: أجاره اللّه من العذاب، أي أنقذه؛ وإمّا بفتحها والهمز، يقال: جأر ـ كمنع ـ جأرا وجؤارا: ۱ إذا رفع صوته بالدعاء، وتضرّع واستغاث. ۲ وفي بعض النسخ بالمهملة، وبفتح ياء المضارعة، من باب علم، من الحيرة.
(وَلَا يُجَاوِرُهُ۳شَيْءٌ ) أي مجاورة مكانيّة.
(وَلَا تَنْزِلُ۴بِهِ الْأَحْدَاثُ) ؛ جمع حدث بفتحتين: نوائب الدهر وبلاياه.
(وَلَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ) أي لا يجوز لأحد الاعتراضُ عليه في شيء فَعَلَه، أو الاستكشاف عن سرّ قدر ما قدَّر، وخلق ما خَلَقَ؛ لأنّه يتعالى عن أذهان الخلائق، ومعلوم أنّ ربّنا الذي أعطى كلّ شيءٍ خلقه، أي ما يليق به من الخلق والتدبير؛ لرعاية الحكمة في كلّ ما خلق.
(وَلَا يَنْدَمُ عَلى شَيْءٍ) . جارٍ مجرى عطف التفسير.
(وَ«لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ») . اقتباس من آية الكرسيّ، ۵ وهو فيها استئناف لبيان قوله: «القيّوم».
والسنة: الإعياءُ الحاصل من الأعمال الشاقّة، والنعاسُ. والأوّل أوفق بما سيجيء في
1.في «ج» : «وجؤرا» .
2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ (جأر) .
3.في الكافي المطبوع : «ولا يجاوزه» .
4.في الكافي المطبوع : «ولا ينزل» .
5.البقرة (۲) : ۲۵۵ . والظاهر أنّ مقصوده من الاقتباس إدراج الكلام القرآني في كلامه .