131
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

هذا ۱ ما في «كتاب الروضة» في حديث زينب العطّارة ۲ ؛ واللّه أعلم.
الرابع: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ، قَالَ: اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلى) . ضمّن «اجتمع» معنى «توجّه».
(رَأْسِ الْجَالُوتِ) . الرأس: سيّد القوم ومقدّمهم، و«جالوت» اسم أعجمي؛ أي مقدّم بني الجالوت في العلم.
(فَقَالُوا لَهُ: إِنَّ هذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ فِي الْمُسْلِمِينَ يُقَالُ فِي عِلْمِهِ أشْيَاء عَجِيبَةٌ۳ـ يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ـ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ ؛ نَسْأَلْهُ) ؛ بالجزم، أي للامتحان أو الإلزام.
(فَأَتَوْهُ، فَقِيلَ لَهُمْ: هُوَ فِي الْقَصْرِ) ؛ بالفتح: المنزل، أو كلّ بيت من حجر.
(فَانْتَظَرُوهُ حَتّى خَرَجَ، فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ) ؛ بالرفع بإضمار «أن» وإهمالها، أي لأن نسألك؛ أو حال مقدّرة، أو استئناف بياني للتعليل، أو بالنصب على إضمار «أن» وإعمالها.
(قَالَ۴: سَلْ يَا يَهُودِيُّ، عَمَّا بَدَا لَكَ) أي سنح لك أن تسأل عنه.
(فَقَالَ: أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ: مَتى كَانَ؟) . ليس هذا السؤال مبنيّا على اعتقاد حدوث الربّ، بل هو مبنيّ على أنّ مذهب اليهود كالزنادقة الفلاسفة قِدَم العالم مستندا بامتناع تخلّف المعلول عن العلّة التامّة، وأنّه لو كان العالم حادثا ـ كما ذهب إليه أهل الإسلام ـ لزم أن يكون الربّ حادثا؛ إذ لو كان قديما لتوقّف حدوث أوّل الحوادث على حدوث شرط، كقصد أو شوق غاية، وهو خلاف الفرض ومستلزم للتسلسل؛ يعني إذا كان العالم حادثا ـ كما زعمتم ـ فمتى كان الربّ؟

1.في حاشية «أ» : «قوله : (لكن لايوافق) إلى آخره وذلك لأنّ في فقرات حديثها هكذا : والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيه ومن عليه عند السماء الاُولى كحلقة في فلاة فيّ» .

2.الكافي ، ج ۸ ، ص ۱۵۳ ، ح ۱۴۳ .

3.في الكافي المطبوع : - «في المسلمين يقال : في علمه أشياء عجيبة» .

4.في الكافي المطبوع : «فقال» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
130

«كتاب العشرة» في الثاني والرابع من «باب الجلوس». ۱ وعلى الثاني المراد أنّه لا تصرفه عن كونه قيّوما ـ أي قائما بكلّ ما يحتاج إليه كلّ شيء ـ سنةُ المخلوقين، بل ولا نومهم؛ لأنّ المحتاج المخلوق له تعالى لا ينحصر في ذوات الأنفس، وحاجة ذوات الأنفس لا تنحصر فيما يعرضونه على اللّه ، ويطلبونه منه في يقظتهم، بل له كلّ شيء، كما يدلّ عليه الاستئناف البياني بقوله:
(«لَهُ مَا فِى السَّمَاوَاتِ وَمَا فِى الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَاتَحْتَ الثَّرى») . هذا مأخوذ من سورة طه. ۲
وفي القاموس: «الثرى: الندى والترابُ النَّدِيُّ، أو الذي إذا بُلَّ لم يَصِر طينا [لازبا ]كالثَرياء ممدودةً، والخيرُ، والأرضُ» انتهى. ۳
فيمكن أن يكون المراد هنا الخيرَ، ويكون عبارة عن القدرة، ويكون المراد بما تحت الثرى كلّ مقدور.
ولا ينافي هذا ما في «كتاب الروضة» في حديث الحوت على أيّ شيء هو؟ : أنّ الأرض على الحوت، والحوت على الماء، والماء على صخرة، والصخرة على قرن ثور أملس، وهو على الثرى وعند ذلك ضلّ علم العلماء. ۴ لكن لا يُوافق

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۶۱ ، باب الجلوس ، ح ۲ و ۴ . وفي حاشية «أ» : «(قوله : في الثاني والرابع) إلى آخر ثاني ذلك الباب بعد الإسناد هكذا : عن أبي حمزة الثمالي قال : رأيت عليّ بن الحسين عليهماالسلام قاعدا واضعا إحدى رجليه على فخذه ، فقلت : إنّ الناس يكرهون هذه الجلسة ويقولون : إنّها جلسة الربّ ، فقال : إنّي إنّما جلست هذه الجلسة للملالة ، والربّ لا يملّ ولا تأخذه سنة ولا نوم . وخامس ذلك الباب بعد الإسناد هكذا : عن حمّاد بن عثمان قال : جلس أبو عبد اللّه عليه السلام متورّكا رجله اليمني على فخذه اليسرى ، فقال له رجل : جعلت فداك هذه جلسة مكروهة . فقال : لا ، إنّما هو شيء قالته اليهود لما أن فرغ اللّه عزّوجلّ من خلق السموات والأرض واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح . فأنزل اللّه عزّوجلّ : «اللَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ» وبقى أبو عبداللّه عليه السلام متورّكا كما هو (مهدي)» .

2.طه (۲۰) : ۶ .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۰۸ (ثرى) .

4.الكافي ، ج ۸ ، ص ۸۹ ، ح ۵۵ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 57095
صفحه از 584
پرینت  ارسال به