لحدوث مانع عنها خارجٍ عن جنسها وعن سلسلتها. وفي نهج البلاغة في خطبة أوّلها: «ما وحّده من كيّفه» ۱ و«أنّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده، لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها، كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان، عُدِمَتْ عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات» انتهى. ۲
لمّا كان لفظ الوقت والحين والزمان والأجل إنّما يطلق على هذا الامتداد باعتبار أنّه ظرف للحادث، فلا يستلزم نفيها نفي الامتداد رأسا بقرينة «ثمّ» في قوله بعده: «ثمّ يعيدها بعد الفناء» إذا لم تكن للتعجّب.
(وَلَا غَايَةَ وَلَا مُنْتَهى لِغَايَتِهِ) . ضمير «غايته» للّه ، وهو ظاهر ممّا مرّ في شرح رابع الباب.
(انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ) أي العلل الغائيّة المترتّبة التي تكون للعابدين في عباداتهم.
(عِنْدَهُ) أي عند ربّي.
(فَهُوَ) . تفريعٌ على الانقطاع عنده؛ أي فربّي تعالى.
(مُنْتَهى كُلِّ غَايَةٍ) أي غاية الغايات.
(فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَفَنَبِيٌّ أَنْتَ؟) . أشارةٌ إلى أنّه لا يُعلم ذلك كذلك إلّا بالوحي.
(فَقَالَ: وَيْلَكَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ) العبد كما يُطلق على العابد يُطلق على القنّ ۳ ومعناه هنا مطيع كمال الإطاعة كالقِنّ.
(مِنْ عَبِيدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ) . فيه تصديق لما أشار إليه الحِبر، ۴ وإثبات للواسطة.
السادس: (وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ عليه السلام ) . يحتمل رجوعه إلى أبي عبداللّه عليه السلام وإلى أمير المؤمنين عليه السلام .
(أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَأَرْضا؟ فَقَالَ عليه السلام : أَيْنَ سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ ) أي عن
1.نهج البلاغة ، ص ۲۷۲ ، الخطبة ۱۸۶ .
2.نهج البلاغة ، ص ۲۷۶ ، الخطبة ۱۸۶ .
3.في حاشية «أ» : «القِنّ بالكسر: عبدٌ مُلِكَ هو وأبواه ، للواحد والجمع ، أو هو يجمع أقنانا وأقِنّة ، أو هو الخالص العبودة بيّن القنونة والقنانة» . القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۶۱ (قنّ) .
4.في «ج» : «الخبر» .