قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف كجرد قطيفة؛ ۱ أي إلى أنّه خالق كلّ مخلوق، فإنّ ذلك طريق النظر في عظمته، لا ما سلكتموه.
ويحتمل أن تكون الإضافة لاميّة، أو الخلق هنا بمعنى المخلوق، والإضافة بمعنى «من».
العاشر: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ رَفَعَهُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ طَائِرٌ، لَمْ يُشْبِعْهُ) ؛ من باب الإفعال. وهذا كناية عن الصِّغر، وفيه إشعار بعدم تجرّد النفس الناطقة.
(وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْتُ إِبْرَةٍ) . الخَرْت ـ بفتح المعجمة وقد تضمّ وسكون المهملة والمثنّاة فوق ـ : ثقب الإبرة ونحوها. ۲(لَغَطَّاهُ) . عبارة عن صغر الناظر.
(تُرِيدُ) أي تطلب بالفكر والنظر، وتدّعي إمكانَ (أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا) أي تدرك بالقلب والبصر.
(مَلَكُوتَ) ؛ بفتح الميم واللام: العزّ والسلطنة. والمضاف محذوف؛ أي ذا ملكوت.
(السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقا) في دعواك إمكان أن تعرف بالقلب والبصر ملكوت السماوات والأرض.
(فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللّهِ) . «الشمس» صفةٌ ل«هذه» والخبر «خلق»، أو خبرٌ و«خلق» خبر آخر، والجملة جزاء صورةً، وتمهيد للبدل وهو الجزاء حقيقةً، وهو قوله:
(فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ) . تقدير الكلام فقدرت أن تملأ عينيك منها «وإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول» استدلال على عدم إمكان
1.أي قطيفة جرد ، بمعني قطيفة بالية . والقطيفة : كساء له خمل كما في النهاية ، ج ۴ ، ص ۸۴ . وفي شرح الرضي على الكافية ، ج ۲ ، ص ۲۴۴ : «جرد قطيفة كخاتم فضة . وجرد ، أي بال؛ إذ الجرد يحتمل أن يكون من القطيفة ومن غيرها، كما كان خاتم محتملاً أن يكون من الفضّة ومن غيرها» .
2.كتاب العين ، ج ۴ ، ص ۲۳۶ ؛ الصحاح ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۹ (خرت) .