(فَوَقَّعَ عليه السلام : إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرى رَسُولَهُ بِقَلْبِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ) . المراد بعظمته كونه أعظم من أن يرى بالبصر، وبنور عظمته الدلائل الدالّة عليها المنضمّة إلى ما سبقها من الدليل، أو عظيم خلقه كما مضى في تاسع الثامن. ۱
وقوله: «أرى» من مجاز المشاكلة ۲ وقرينته «بقلبه». وحاصل الجواب: لم يره، بل رأى أنّه لا يراه، ولا يمكن لأحدٍ رؤيته.
الثاني: (أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، قَالَ: سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ) ؛ بضمّ القاف وشدّ المهملة.
(الْمُحَدِّثُ) ؛ بكسر المهملة المشدّدة.
(أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي ذلِكَ، فَأَذِنَ لِي فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ حَتّى بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ) أي تنزيه اللّه عمّا لا يليق به.
(فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ: إِنَّا رُوِّينَا) ؛ بتشديد الواو بصيغة المجهول، تقول: روّيت الحديث روايةً: إذا حملته ونقلته، وروّيت زيدا الحديث ترويةً: إذا نقلت الحديث لزيد؛ أي روّينا عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
(أَنَّ اللّهَ قَسَّمَ۳) ؛ بتشديد المهملة. والتقسيم: التفريق.
(الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ) أي مجموعهما؛ فالعطف عطف انسحاب.
(بَيْنَ نَبِيَّيْنِ، فَقَسَمَ) ؛ كضرب، أي أفرز وأعطى.
(الْكَلَامَ لِمُوسى) ، كما في قوله تعالى: «وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيما»۴ .
(وَلِمُحَمَّدٍ الرُّؤْيَةَ. فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : فَمَنِ) أي لو كانت هذه الرواية عن رسول اللّه
1.أي الحديث ۹ من باب النهي عن الكلام في الكيفية .
2.مجاز المشاكلة : هو ذكر الشيء بلفظ غيره لمصاحبته ذلك الغير تحقيقا أو تقديرا نحو :
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخهقلت اطبخوا لي جبّة وقميصا
ذكر خياطة الجبّة بلفظ الطبخ لمصاحبته طبخ الطعام . ونحو قوله تعالى : «تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ» .
3.في الكافي المطبوع : «قَسَمَ» بفتح السين .
4.النساء (۴) : ۱۴۶ .