احتذاء مثال . ۱(يَبْلُغُهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام أَشْيَاءُ) . دالّةٌ على كمال علمه وجِدّه في نصرة الإيمان باللّه تعالى، وإبطال الزندقة .
(فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ) . عدّي ب«إلى» لتضمين معنى التوجّه .
(لِيُنَاظِرَهُ) أي ليحتجّ عليه في نفي الخالق للأجسام، كما يشعر به قوله عليه السلام فيما بعد: «ليس لمن لا يعلم حجّة» إلى آخره .
(فَلَمْ يُصَادِفْهُ بِهَا) : بالمدينة (وَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ) أي أبا عبداللّه عليه السلام (خَارِجٌ) من المدينة (بِمَكَّةَ) . خبر بعد خبر، أي إنّه بمكّة الحالَ .
(فَخَرَجَ) من المدينة (إِلى مَكَّةَ وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ) أي في مكّة، والواو للحال .
(فَصَادَفَنَا) أي صادف الزنديق إيّانا (وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام فِي الطَّوَافِ) . الواو للحال .
(وَكَانَ اسْمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَكُنْيَتَهُ) . الواو للحال . ۲(أَبُو عَبْدِ اللّهِ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ) أي بكتفه .
(كَتِفَ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ) ليتكلّم عليه السلام معه، فيعرّفه اعتقادَه نفيَ الخالق، وعرف عليه السلام ذلك بدون تعريفه، فدرج عليه السلام في الكلام معه، وذكر له أنواعا ثلاثة من الكلام عليه :
النوع الأوّل: تنبيهه على أنّه منكر لما هو مركوز في عقل كلّ عاقلٍ ناظرٍ إذا خُلِّي وعقلَه؛ لكمال ظهور دلائله وكثرتها، وتسميته وتكنيته من أبويه مبنيّ على ذلك، كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام : «وهو الذي تشهد له أعلام الوجود على إقرار قلب ذي الجحود» ۳ ولا يرد تسمية أبي طالب وعبد مناف بن قصيّ بعبد مناف، فإنّ منافا ليس مأخوذا فيه من اسم صنم، بل هو اسم لأخٍ لقُصيّ انتهت إليه رئاسة قريش بعد أخيه ،
1.احتذى مثاله : اقتدى به. القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۱۶ (هذا) .
2.في الحاشية «أ» : قوله : «الواو للحال» إنّما لم يجعلها عاطفة لأنّها لو كانت كذلك لوجب نصب «أبو عبد اللّه » لكونه حينئذٍ خبرا لكان (مهدي) .
3.نهج البلاغة ، ج ۱ ، ص ۹ ، الخطبة ۴۹ .