185
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الثالث: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ) ؛ بفتح المعجمة والزاءين المعجمتين اُولاهما مشدّدة وبينهما ألف: بيّاع الخزّ.
(وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَا: دَخَلْنَا عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام ، فَحَكَيْنَا لَهُ أَنَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله رَأى رَبَّهُ فِي هَيْئَةِ۱الشَّابِّ) أي حكينا له هذه الرواية تصديقا لها.
وظاهر هذا أنّ الراويين ذهبا إلى مذهب أبي الخطّاب في الغلوّ، حيث كان يقول: جعفر بن محمّد الصادق إله وأنا رسوله، ۲ فتوهّما ۳ موافقة هشام بن سالم وصاحبيه لهما، مع أنّهم بُرآء من هذا القول؛ فهذا الحديث لا يوجب قدحا فيهم.
(الْمُوَفَّقِ) ؛ بصيغة اسم المفعول، من التوفيق، وهو سلب المنافرة بين شيئين فصاعدا؛ أي المتوافق الأعضاء متناسبها الذي كلّ واحدٍ من أعضائه موافق للباقي ومناسب له. والأصل «الموفّق فيه».
(فِي سِنِّ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً) . الظرف متعلّق بالموفّق، فإنّ التوفيق في كلّ سنّ غير التوفيق في سنٍّ آخَرَ؛ مثلاً إذا لم يكن على وجه ابن ثلاثين لحيةٌ، ما كان موفّقا.
(وَقُلْنَا: إِنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ وَصَاحِبَ الطَّاقِ) ؛ هو محمّد بن النعمان أبو جعفر الأحول الصرّاف في طاق المحامل بالكوفة. ۴(وَالْمِيثَمِيَّ) ؛ بكسر الميم وسكون الخاتمة وفتح المثلّثة: أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم. ۵(يَقُولُونَ: إِنَّهُ أَجْوَفُ إِلَى السُّرَّةِ وَالْبَقِيَّةُ) أي من السرّة إلى الرجلين.

1.في الكافي المطبوع : + «في صورة» .

2.الوافي بالوفيات ، ج ۱۳ ، ص ۲۱۵ .

3.في «ج» : «وتوهّما» .

4.رجال النجاشي ، ص ۳۲۵ ، الرقم ۸۸۶ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ۲۳۷ ، الرقم ۱۲ ؛ رجال ابن داود ، ص ۱۸۰ ، الرقم ۱۴۶۳ .

5.اختيار معرفة الرجال ، ج ۲ ، ص ۷۶۸ ، الرقم ۸۸۹ ؛ رجال الطوسي ، ص ۳۳۲ ، الرقم ۲۹ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
184

والمراد بالبيان بيان محكمات القرآن طريقة العلم فيهما، كما مرّ في آية سورة النحل، وبالضلال الحكم بدون سلوك طريقة العلم المذكورة في القرآن فيهما.
الثاني: (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام: يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ اللّهَ لَا يُوصَفُ بِمَحْدُودِيْهِ۱) ؛ بسكون الخاتمة، والضمير الراجع إلى اللّه ، والباء للآلة؛ أي بقياسه على محدوديه؛ أي الأشخاص المقدّرة بمقدار لا تتجاوزه بتدبيره تعالى.
(عَظُمَ) ؛ كحسن.
(رَبُّنَا مِنَ۲
الصِّفَةِ)
، اللام للعهد؛ أي الوصف بمحدوديه.
(وَكَيْفَ۳يُوصَفُ بِمَحْدُودِيْهِ۴مَنْ لَا يُحَدُّ) . الاستفهام للإنكار، والفعلان بصيغة المجهول.
وهذا استدلال على أنّه تعالى لا يوصف بالقياس على محدوديه، لو كان موصوفا كذلك لكان محدودا؛ أي ذا مقدار لم يتجاوزه؛ ضرورةَ أنّ المجرّد لا يقاس بالجسماني.
(وَ«لَا تُدْرِكُهُ»). عطف تفسير للاستدلال من سورة الأنعام، على أنّه لا يحدّ يعني لا تصيبه على حدة.
(«الْأَبْصَارُ»)
أي أبصار العيون وأبصار القلوب.
(«وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ») . اللام للحصر؛ أي هو المجرّد. ويجيء تفسير اللطيف في الأوّل والثاني من السابع عشر ۵ بالفاعل بلا علاج، وهو يرجع إلى ما ذكرنا.
(«الْخَبِيرُ»۶؟!) بكلّ شيء حتّى الغيب الذي لا يعلمه الجسماني من عند نفسه.

1.في الكافي المطبوع : «بمحدوديّة» بتشديد الياء .

2.في الكافي المطبوع : «عن» .

3.في الكافي المطبوع : «فكيف» .

4.في الكافي المطبوع : «بحمدوديّة» بتشديد الياء .

5.أي الحديث ۱ و ۲ من باب آخر وهو من الباب الأوّل .

6.الأنعام (۶) : ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 70859
صفحه از 584
پرینت  ارسال به