197
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

شَىْ ءٍ حَىٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ» 1 .
(إِنْشَاءً) . مصدرٌ اُقيم مقام ظرف الزمان، مثل رأيته قدوم الحاجّ. والإنشاء: الاختراع، وهو الخلق بلا مادّة. والمراد أنّه لم يتوسّط زمان طويل بين الإنشاء والفطر.
(وَمُبْتَدِعِهَا) . الابتداع: الإحداث الذي ليس لاحتذاء مثال عن فاعلٍ آخَرَ. والبدعة ضدّ السنّة.
(ابتداءً) ؛ مصدر اُقيم مقام ظرف الزمان.
(بِقُدْرَتِهِ) . ناظر إلى «فاطر الأشياء إنشاءً» فإنّ الفطر مع الخلق بلا مادّة لا يكون إلّا بكمال القدرة ونفاذ المشيئة. وفيه إشارة إلى الفرق بين قدرة اللّه وقدرة العباد؛ فإنّ تأثير قدرتهم لا يكون إلّا مع سبق مادّة، بخلاف قدرة اللّه .
(وَحِكْمَتِهِ) أي علمه بوجوه المصلحة. ناظرٌ إلى «مبتدعها ابتداءً» فإنّ الخلق لا لاحتذاء مثال لا يكون إلّا بكمال العلم بوجوه المصلحة. وفيه إشارة إلى إبطال قول مَن قال: إنّه لو كان العالم حادثا لزم تعطيله تعالى في الأزل. 2 فالنشر على ترتيب اللفّ.
(لَا مِنْ شَيْءٍ) . الظرف مستقرّ، خبرُ مبتدأ محذوف؛ أي إحداث الأشياء لا من مادّة.
(فَيَبْطُلَ الِاخْتِرَاعُ) أي الإنشاء؛ لأنّ فعله حينئذٍ بعد شأنيّة الوجود. وهذه الفقرة ناظرة إلى «فاطر الأشياء إنشاء».
(وَلَا لِعِلَّةٍ) . العلّة ـ بكسر المهملة ـ : السبب؛ وبفتحها: العود إلى الشرب. والمراد على الأوّل المعدّات الغير المتناهية من جانب المبدأ، كما زعمته مشّائيّة الفلاسفة؛ وعلى الثاني الأمثال الغير المتناهية من جانب المبدأ، كما زعمته إشراقيّة الفلاسفة. 3 وسيجيء في «باب جوامع التوحيد» في شرح كلام المصنّف لتوضيح الحديث الأوّل.
(فَلَا يَصِحَّ الِابْتِدَاعُ) . هذه الفقرة ناظرة إلى «مبتدعها ابتداءً».

1.الأنبياء (۲۱) : ۳۰ .

2.حكى ذلك الإيجي في المواقف ، ج ۱ ، ص ۳۶۳ .

3.حكاه التفتازاني في شرح المقاصد، ج ۱، ص ۹۸.


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
196

والتخطيط ـ بالمعجمة والمهملتين ـ : تمييز أعضاء الجميل بعضِها عن بعض، من القاموس: «المخطّط كمعظّم: الجميل». 1 والمراد به هنا ذو التخطيط، وهو ناظر إلى قوله: «نوري».
والتحديد بالمهملات: تعيين الشيء في جهة ومكان، وذلك إذا كان مرئيّا. والمراد به هنا ذو تحديد، وهو ناظر إلى قوله: «معرفته ضرورة» إلى آخره.
ويحتمل كون «لا» في الأخيرين لنفي الجنس، فيكونا مبنيَّين على الفتح. 2
الثاني: (مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ) يعني الثالث عليه السلام . (أَسْأَلُهُ عَنِ الْجِسْمِ وَالصُّورَةِ، فَكَتَبَ: سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، لَا جِسْمٌ) . إمّا من قبيل زيد لا قائم، فيكون خبرا لمبتدأً محذوفٍ؛ وإمّا لبيان تفصيل «شيء».
(وَلَا صُورَةٌ. وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ إِلَا أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ) أي قال: «كتبت إلى الرجل عليه السلام أسأله» إلى آخره.
الثالث: (مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ) ؛ بفتح الموحّدة، وكسر الزاي، وسكون الخاتمة والمهملة.
(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: جِئْتُ إِلَى الرِّضَا عليه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ التَّوْحِيدِ، فَأَمْلى عَلَيَّ) . الإملاء أن يقول أحد شيئا ويكتب آخر.
(الْحَمْدُ لِلّهِ فَاطِرِ الْأَشْيَاءِ) . الفطر: الشقّ، والمراد هنا التمييز بين أنواع الأجسام بعد ما كان أصلُ جميعها الماءَ البسيطَ المتشابه الأجزاء، ومنه قوله تعالى في سورة فاطر: «الْحَمْدُ للّهِِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ» 3 ، ويُقال له: الفتق أيضا، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء: «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ

1.القاموس المحيط، ج ۲، ص ۳۵۸ (خط).

2.من قوله : «لا في المواضع الأربعة» إلى هنا ليس في «ج» .

3.فاطر (۳۵) : ۱ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 59282
صفحه از 584
پرینت  ارسال به