(قَالَ : لَا أَدْرِي ، إِلَا أَنِّي أَظُنُّ) أي بأصالة العدم (أَنْ لَيْسَ تَحْتَهَا شَيْءٌ) . هذا رمز منه إلى ظنّه أن ليس للعالم صانع .
(فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : فَالظَّنُّ) . الفاء للتفريع، واللام للعهد الخارجي ، والمراد الظنّ الذي هو في المنظور .
(عَجْزٌ) ؛ بفتح المهملة وسكون الجيم والزاي خبر المبتدأ .
(لِمَا لَا تَسْتَيْقِنُ) . اللام للتعليل، والظرف صفة «عجز» و«ما» مصدريّة، و«تستيقن» بصيغة الخطاب للمعلوم، والاستيقان طلب اليقين . والمقصود أنّه على ما ذكرت من الجواب ظهر أنّ ظنّك عجز ناش عن تركك طلب اليقين، ولو طلبت اليقين لوجدته سريعا .
(ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : أَفَصَعِدْتَ السَّمَاءَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَتَدْرِي)۱ بالتفكّر والتحرّي والاستنباط . (مَا فِيهَا ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : عَجَبا لَكَ!) . «عجبا» بفتحتين بتقدير حرف النداء، أو مصدر فعل محذوف ؛ أي عجبت عجبا لك .
(لَمْ تَبْلُغِ الْمَشْرِقَ ، وَلَمْ تَبْلُغِ الْمَغْرِبَ) . ظاهره أنّه عليه السلام سأله في صدر الكلام عن بلوغه المشرق والمغرب أيضا، وأجاب، وسأله: هل تدري ما فيهما؟ وأجاب بلا أدري ، لكنّه أسقط الراوي . ويحتمل أن يكون ـ بناءً على المعلوم من حاله ـ بدون سؤال . وفي كتاب الاحتجاج هكذا: قال : «فأتيت المشرق والمغرب، فنظرت ما خلفهما ؟» قال : لا ، قال : «عجبا لك» إلى آخره . ۲(وَلَمْ تَنْزِلِ الْأَرْضَ ، وَلَمْ تَصْعَدِ السَّمَاءَ ، وَلَمْ تَجُزْ هُنَاكَ) . «لم تجز» بضمّ الجيم وسكون الزاي بصيغة المخاطب، و«هناك» منصوب محلّاً ومفعول به وعبارة عمّا كان الزنديق فيه من الظنّ .
ويحتمل أن يكون «لم تحرّ» بالمهملتين بصيغة المضارع المخاطب المعلوم المعتلّ اللام اليائي من باب التفعّل بحذف إحدى التاءين، والتحرّي قصد الأحْرى