201
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(أَعْظَمُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَصِفُ خَالِقَ الْأَشْيَاءِ بِجِسْمٍ) أي بأنّه جسم.
(أَوْ صُورَةٍ، أَوْ بِخِلْقَةٍ، أَوْ بِتَحْدِيدٍ) أي تمييز أعضائه بعضها عن بعض.
(وَأَعْضَاءٍ؟ تَعَالَى اللّهُ عَنْ ذلِكَ عُلُوّا كَبِيرا) .
الخامس: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّخجِيِّ) ؛ بضمّ المهملة وفتح المعجمة والجيم، نسبة إلى قرية بكرمان. ۱ قال المطرزي في المغرب: «الرخج إعراب رخذ بوزن زفر، اسم كورة استولى عليها الترك». ۲(قَالَ: كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام أَسْأَلُهُ عَمَّا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ فِي الجِسْمِ) . هو أنّ الجسم أولى بالفاعليّة من الصورة على تقدير التشبيه؛ لأنّه أبسط.
(وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ فِي الصُّورَةِ) . هو أنّ الصورة أولى بالفاعليّة من الجسم على تقدير التشبيه؛ لأنّها أشرف.
(فَكَتَبَ عليه السلام : دَعْ عَنْكَ حَيْرَةَ الْحَيْرَانِ، وَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، لَيْسَ الْقَوْلُ مَا قَالَ الْهِشَامَانِ) . حيرة الحيران عبارةٌ عن الفكر في أمثال هذا من الوهميّات التقديريّة، فإنّه لا ينفع في الدين ولا في الدنيا. فالمراد بالقول القول النافع، و«ما» موصولة.
السادس: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ ظَبْيَانَ) ؛ بفتح المعجمة، وسكون الموحّدة، والخاتمة.
(يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ قَوْلاً عَظِيما) . هذا من تخليط يونس بن ظبيان وسوء فهمه، فإنّه كان من أصحاب أبي الخطّاب محمّد بن مقلاص، وكان أبو الخطّاب يدّعي لأبي عبداللّه عليه السلام الربوبيّة، ولنفسه الرسالة، فكان

1.قال البكري الأندلسي في معجم ما استعجم ، ج ۲ ، ص ۶۴۶ : «رخج بضمّ أوّله وتشديد ثانيه بعده جيم : كورة من كور فارس ، وأصله بالفارسية: رخذ ، فعرّب» . وفي لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۲۸۳ : «كورة : مدينة من نواحي كابل ، معرب رفو» . ونقل في تاج العروس ، ج ۳ ، ص ۳۸۳ أنّها قرية ببغداد .

2.حكاه عن المغرب المازندراني في شرح اصول الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۲۹ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
200

(وَنُعِتَ) . النعت بيان ما يختصّ به تعالى، ككونه خالق كلّ شيء. والوصف أعمّ، فيتناول نحو العلم.
(بِغَيْرِ جِسْمٍ) أي لا بسبب شيء مصمت غير مجوّف.
(لَا إِلهَ إِلَا هُوَ۱الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ) . أصله: المتعالي، حذفت الياء اكتفاءً بالكسرة، ثمّ يحذف الكسرة في الوقف.
الرابع: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيمٍ۲) ؛ بضمّ المهملة، وفتح الكاف.
(قَالَ: وَصَفْتُ) أي مدحت (لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَوْلَ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ) أي ما يُنسَب إليه من أنّه تعالى صورة.
(الْجَوَالِيقِيِّ) : بيّاع الجواليق، بفتح الجيم، جمع جُوالَق بضمّ الجيم وفتح اللام، معرّب «جوال» وهو وعاء يُنسج من الصوف أو الشعر، ويُقال له: اللبيد. ۳(وَحَكَيْتُ لَهُ قَوْلَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ، إنَّهُ) ؛ بالكسر، مقول قول؛ أو بالفتح، بدل «قول».
(جِسْمٌ). ذِكْر الوصف في الأوّل والحكاية في الثاني مبنيّ على ۴ أنّ ابن حكيم كان من أصحاب أبي الخطّاب، وتوهّم أنّ ابن سالم يوافقه في التشبيه والصورة معا، وأنّ ابن حكيم يوافقه في التشبيه ويخالفه في الصورة. ويجيء في شرح سادس الباب أنّ الهشامين بريئان من هذين القولين.
(فَقَالَ :۵لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ، أَيُّ فُحْشٍ أَوْ خَنا) . الخنا ـ بفتح المعجمة والنون والقصر ـ : الهلاك. وخنا الدهر: آفاته.

1.في الكافي المطبوع : «اللّه » .

2.في الكافي المطبوع : «حكيم» بفتح الحاء وكسر الكاف .

3.النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۸۷ (جلق) ؛ لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۸۸ (لبد) .

4.في «ج» : + «المراد بالوصف هنا المدح و» .

5.في الكافي المطبوع : + «إنّ اللّه تعالى» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 59265
صفحه از 584
پرینت  ارسال به