قولكم: إنّ الإرادة والمريد شيءٌ واحد». ۱(قَالَ: قُلْتُ: فَلَمْ يَزَلِ اللّهُ مُتَكَلِّما؟) . توهّم من أزليّة العلم ونحوه أزليّةَ التكلّم، قياسا على العلم ونحوه.
(قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ الْكَلَامَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ لَيْسَتْ بِأَزَلِيَّةٍ، كَانَ اللّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَا مُتَكَلِّمَ) ؛ بكسر اللام أو فتحها، بمعنى المتكلّم به أو المصدر.
ولم يقل: إنّ التكلّم صفة محدثة إشارةً إلى أنّ المتكلّم قد يُطلق على القادر على الكلام، وقد يُطلق على العالم بمعاني الكلام، ولا نزاع لنا في أزليّتهما، لكنّهما داخلان في صفة القدرة والعلم، وما نحن فيه التكلّم بمعنى إحداث الكلام ليصير صفة اُخرى، والكلام صفة حادثة؛ فالتكلّم المساوق له حادث البتّة.
الثاني: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ اللّهُ وَلَا شَيْءَ غَيْرُهُ) ، أي لا شيء موجود في الخارج في نفسه غيره.
(وَلَمْ يَزَلْ عَالِما بِمَا يَكُونُ؛ فَعِلْمُهُ بِهِ) أي بما يكون (قَبْلَ كَوْنِهِ كَعِلْمِهِ بِهِ بَعْدَ كَوْنِهِ) أي ليس بينهما تفاوت بالزيادة والنقصان، ولا بالإجمال والتفصيل. والإشارات فيه كما في أوّل الباب.
الثالث: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنِ الْكَاهِلِيِّ، قَالَ: كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : فِي دُعَاءٍ: الْحَمْدُ لِلّهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ؟) أي حمدا ينتهي منتهى علمه.
(فَكَتَبَ إِلَيَّ: لَا تَقُولَنَّ مُنْتَهى عِلْمِهِ؛ فَلَيْسَ لِعِلْمِهِ مُنْتَهىً، وَلكِنْ قُلْ: مُنْتَهى رِضَاهُ) . علومه تعالى غير متناهية؛ لعدم تناهي المفهومات، ولا يبطله برهان التطبيق ونحوه، فإنّها إنّما تبطل «لا تناهي» ما له مجموع، وهو الموجود في نفسه في الخارج، فلا يبطل