221
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

وقد تُقلب ياءً وتُدغم بمعنى مساوق للقدر المشترك بين الخصال الأربع الاُول ۱ من السبع المذكورة في الباب الخامس والعشرين. ۲(هُمَا مُخْتَلِفَانِ) أي متباينان، لا يصدق أحدهما على الآخر أصلاً.
(أَوْ مُتَّفِقَانِ؟) أي يصدق أحدهما على الآخر في الجملة.
(فَقَالَ: الْعِلْمُ لَيْسَ هُوَ الْمَشِيئَةَ) أي لا شيء من العلم مشيئة، وإنّما عرّف الخبر لأنّ من زعم أنّهما متّفقان ذهب إلى أنّ بعض العلم كلّ المشيئة، أي كلّ مشيئة علمٌ، بدون العكس الكلّي؛ فإنّه زعم أنّ المشيئة هي الداعي، أي العلم بالمصلحة.
(أَ لَا تَرى أَنَّكَ تَقُولُ: سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ شَاءَ اللّهُ، وَلَا تَقُولُ: سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ عَلِمَ اللّهُ) أي لو كان كلّ مشيئة علما، لاستلزم صحّةُ إن شاء اللّه صحّةَ إن علم اللّه ، وهو غير صحيح أي على الحقيقة دون المجاز؛ فلا ينافي صحّة الحكم بحدوث علمٍ استعمل مجازا في وقوع المعلوم، كما في قوله تعالى: «لِنَعْلَمَ أَىُّ الْحِزْبَيْنِ»۳ ، ولمّا يعلم اللّه .
(فَقَوْلُكَ: «إِنْ شَاءَ اللّهُ» دَلِيلٌ عَلى أَنَّهُ لَمْ يَشَأْ) أي بعض أفراد المشيئة لم يصدر عنه ۴ بعدُ؛ لأنّ «إن» ناقلة للماضي إلى المضارع، ولا ينافي ذلك صدور بعض أفراد المشيئة قبل ذلك، كما يجيء في أوّل «باب في أنّه لا يكون» إلى آخره.
(فَإِذَا شَاءَ، كَانَ الَّذِي شَاءَ كَمَا شَاءَ ) .
حاصل الدليل: أنّه إن كان المنازع اصطلح على أن يقول للعلم بالمصلحة إنّها مشيئة، فلا نزاع في الاصطلاح، وإن ادّعى أنّ المشيئة بالمعنى اللغوي الذي ورد عليه القرآن والحديث ليست في اللّه تعالى إلّا العلم بالمصلحة، فهذا باطل؛ لأنّ العقلاء في محاوراتهم لا يستعملون المشيئة إلّا في أمرٍ متجدّد صادر عن الشائي بتبعيّة داع، ألا

1.في «ج» : - «الأوّل» .

2.أي في باب أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض إلّابسبعة.

3.الكهف (۱۸) : ۱۲ .

4.في «ج»: «عنه لم يصدر».


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
220

معنويّا، والذي يتلخّص من استعمالات أهل اللغة للإرادة أنّها نوع تخصيص لأحد البدلين بالوقوع.
الأوّل: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: قُلْتُ: لَمْ يَزَلِ اللّهُ مُرِيدا؟) أي للعالم فيما لا يزال.
(قَالَ: إِنَّ الْمُرِيدَ) أي لفعل نفسه (لَا يَكُونُ) ؛ ناقصة.
(إِلَا لِمُرَادٍ) ؛ الظرف خبر «لا يكون» لأنّ الاستثناء مفرّغ، أي إلّا مريدا لمراد.
(مَعَهُ) أي مع المريد وقت الإرادة.
إن قلت: ينتقض هذا بإرادة العبد شيئا بالعزم عليه.
قلت: هذا إنّما يرد لو جعل اللام في قوله: «المريد» للجنس، وأمّا إذا جعلت للعهد الخارجي، فالمقصود بيان موضع السؤال، وهو اللّه تعالى.
(لَمْ يَزَلِ اللّهُ عَالِما) ؛ بأنّه سيوجد العالم في وقت كذا، وبوجوه المصالح والمفاسد.
(قَادِرا) على الإيجاد في وقت سيوجده فيه، فإنّ قدرته تعالى على فعل في وقت تتقدّم عليه، بخلاف قدرة العباد. وضمّ هذا لدفع توهّم أنّ العلم ينافي القدرة، كما يجيء في آخر «باب البداء».
ويحتمل أن يُراد أنّه كان قادرا في كلّ وقت من الأزل على أن يفعل العالم فيه وإنّما أخّره لعلمه بوجوه المصالح والمفاسد.
(ثُمَّ أَرَادَ) أي العالم في وقته.
الثاني: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ) ؛ بفتح الموحّدة مكبّرا.
(بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : عِلْمُ اللّهِ وَمَشِيئَتُهُ) ؛ بفتح الميم وكسر المعجمة وسكون الخاتمة والهمز،

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55626
صفحه از 584
پرینت  ارسال به