وهذا الاحتمال ألصق بما روى ابن بابويه في كتاب التوحيد في «باب المشيئة والإرادة» قال: قال أبو عبداللّه عليه السلام : «خلق اللّه المشيئة قبل الأشياء، ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة». ۱
إن قلت: كيف يتعلّق الخلق بالمشيئة والخلق أيضا من صفات الفعل؟
قلت: فيه مسامحة، والمراد تعلّقه بما شاء. ويمكن أن يكون المراد بالمشيئة مصداقَ المشيئة، وهو الماء الذي خلق أوّلاً، وكان مادّة سائر الأشياء، كما يجيء في «كتاب الحجّة» في ثاني «باب نادر فيه ذكر الغيب». ۲
الخامس: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْمَشْرِقِيِّ) ؛ بفتح الميم، وسكون المعجمة، وكسر المهملة والقاف.
(حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ) ؛ بكسر الفاء.
(عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ) . هو من رؤساء المعتزلة، ۳ ويجيء خبث عقيدته في «كتاب الجهاد» في «باب دخول عمرو بن عبيد والمعتزلة على أبي عبداللّه عليه السلام ». ۴(فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَوْلُ اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى) في سورة طه: («وَ مَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوى»۵مَا ذلِكَ الْغَضَبُ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : هُوَ الْعِقَابُ) أي لا الكيفيّة الموجودة في الخارج في نفسها تعتري الإنسان، وتسمّى بالطيش والنزق والخفّة ونحو ذلك.
(يَا عَمْرُو؛ إِنَّهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْءٍ) أي من صفة موجودة في الخارج في نفسها هي الرحمة.
1.التوحيد ، ص ۳۳۹ ، باب المشيئة والإرادة ، ح ۸ .
2.الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۵۶ ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح ۲ .
3.ذكره ابن حبان في المجروحين ، ج ۲ ،ص ۶۹ وقال : «اعتزل مجلس الحسن ومعه جماعة فسمّوا المعتزلة ، وكان يشتم أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله ويكذب في الحديث» .
4.الكافي ، ج ۵ ، ص ۲۳ ، باب دخول عمرو بن عبيد والمعتزلة على أبي عبد اللّه عليه السلام .
5.طه (۲۰) : ۸۱ .