233
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(نَاقِضا لِتِلْكَ الصِّفَةِ؛ أَ لَا تَرى أَنَّا لَا نَجِدُ فِي الْوُجُودِ مَا لَا يَعْلَمُ) ؛ بصيغة المعلوم، وفيه ضمير اللّه ، أي مع قيد يخرجه عن السلب المحض، ويعطيه حصّة من جانب الوجود، كأن يُقال «لا يعلم» ومن شأنه أن يُعلَم.
وإنّما قال: «في الوجود» لئلّا ينتقض بعدم علمه تعالى بالمنفيّ المحض كالشريك.
(وَمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ ) بأن يُقال: «لا يقدر عليه» ومن شأنه أن يكون مقدورا، ولولا قوله: «في الوجود» لانتقض بعدم قدرته، بمعنى صحّة الفعل والترك على نفسه.
(وَكَذلِكَ صِفَاتُ ذَاتِهِ تعالى) أي مثل ما قلنا في العلم والقدرة سائر صفات ذاته تعالى. وهو إشارة إلى الحدّ الذي ذكرنا آنفا لصفات الذات.
(الأزليّة) . إشارة إلى فصل آخر في حدّ صفات الذات بدل قولنا: «ولم تصفه» إلى آخره. فيحصل حدّ آخر لصفات الذات، وهي صفاته التي كانت في الوجود، وكانت أزليّةً.
(لَسْنَا نَصِفُهُ) . استئناف لبيان الحدّين لصفات الذات؛ أي لا نصفه البتّة؛ لقبح هذا الوصف وبطلانه. وهذا ناظر إلى الحدّ الأوّل.
(بِقُدْرَةٍ) على بعض (وَعَجْزٍ) عن آخر. ومعنى العجز عدم القدرة على ما من شأنه أن يكون مقدورا.
(وَذِلَّةٍ۱) ؛ بكسر المعجمة، هي عدم القدرة بالاستقلال على ما من شأنه أن يكون مقدورا بالاستقلال، فيجتمع مع أصل القدرة كما في العباد بالنسبة إلى أفعالهم الاختياريّة، ومقابلها العزّة. والمراد: لا نصفه بعزّة بالنسبة إلى بعض، وذلّة بالنسبة إلى آخر.
(وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ) . عودٌ إلى مثال صفات الفعل لتوضيح الحدّ الأوّل لصفات الذات.
(يُحِبُّ مَنْ أَطَاعَهُ) أي ينصره، أو يأمر بإطاعته ويثيبه.
(وَيُبْغِضُ مَنْ عَصَاهُ) أي يخذله، أو ينهى عن عصيانه ويعاقبه.

1.في الكافي المطبوع : «بقدرة وعجز ، وعلمٍ وجهلٍ ، وسفهٍ وحكمةٍ وخطأ، وعزٍّ وذلة» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
232

بموجود ۱ أو بثابت، ۲ أو كون الوصف بكلّ منهما حقّا موافقا لنفس الأمر؟
قلت: لا يجوز؛ لأنّه يلزم أن يكون القدرة بمعنى صحّة الفعل والترك من صفات الفعل؛ لأنّ نقيض قدرته تعالى يتعلّق بنفسه تعالى، وهو موجود وثابت.
(فَذلِكَ) أي كلّ منهما (صِفَةُ فِعْلٍ؛ وَتَفْسِيرُ هذِهِ الْجُمْلَةِ) أي توضيحها بالأمثلة لها ولقسيمها المعلوم منها بالمقايسة، أي صفات الذات.
(أَنَّكَ تُثْبِتُ) ؛ بضمّ تاء المضارعة، أي تَعْلَمُ.
(فِي الْوُجُودِ) أي فيما يتعلّق به الطرف الذي فيه حصّة من جانب الوجود.
(مَا يُرِيدُ) وهو كلّ كائن من الممكنات.
(وَمَا لَا يُرِيدُ) وهو ما يكرهه، كما في قوله تعالى في سورة التوبة: «وَلَكِنْ كَرِهَ اللّهُ انْبِعَاثَهُمْ»۳ .
(وَمَا يَرْضَاهُ وَمَا يَسْخَطُهُ، وَمَا يُحِبُّ وَمَا يُبْغِضُ) . يجيء في سادس «باب النوادر» ۴ : تفسير للرضا والسخط ونحوهما. ويجيء في خامس «باب المشيّة والإرادة» قوله: «لم يحبّ أن يقال: ثالث ثلاثة ولم يرض لعباده الكفر».
(فَلَوْ كَانَتِ الْاءِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ) . هي الصفات التي كانت في الوجود، ووصفت اللّه بها ولم تصفه بمقابلاتها التي هي في الوجود.
(مِثْلِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ، كَانَ مَا لَا يُرِيدُ) أي إثبات ما لا يريد في الوجود.
(نَاقِضا لِتِلْكَ الصِّفَةِ) أي مناقضا لأصل إثباتها، فيلزم اجتماع النقيضين.
(وَلَوْ كَانَ مَا يُحِبُّ) ؛ أي حبّه.
(مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، كَانَ مَا يُبْغِضُ) أي البغض، أو إثبات ما يبغض.

1.في حاشية «أ» : «أي في الخارج (سمع)» .

2.في حاشية «أ» : «أي فقي نفس الأمر بناءً على ثبوت المعدومات في نفس الأمر (سمع)» .

3.التوبة (۹) : ۴۶ .

4.أي باب النوادر من كتاب التوحيد .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55508
صفحه از 584
پرینت  ارسال به