بالقديم، والنظر في ثالثها: في اختلاف أمكنة الأجسام، والنظر في رابعها: في إنشاء السحاب الثقال، والنظر في خامسها: في انكشاف وجه الأرض المعمور وخروجه من الماء .
الدليل الأوّل :
(أَمَا تَرَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) ؛ من رؤية البصر، أو القلب ، وعلى الثاني «يلجان» مفعول ثان .
(وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) . الواو الاُولى بمعنى «مع» والثانية للعطف . والمراد أنّ كلّ من رأى حال الشمس والقمر في دورانهما مع حال الليل والنهار في ذهابهما ومجيئهما، علم أنّ ذلك بتدبير مدبّر بقول «كُن» لمصلحة أهل الأرض، وليس للشمس والقمر نفع في الدوران، ولا لليل والنهار في الذهاب والمجيء، كما في سورة إبراهيم : «وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»۱ .
(يَلِجَانِ) ؛ بالجيم بصيغة المعلوم المعتلّ الفاء من باب ضرب، والضمير للشمس والقمر ، والجملة استئناف بياني، أو مفعول ثان ل«ترى ». والولوج: الدخول والاستتار، ومنه: الوَلَجة بفتحتين كهف ۲ تستر فيه المارّة من مطر وغيره ، ۳ والمراد هنا الدخول تحت الأرض .
(فَلَا يَشْتَبِهَانِ) ؛ بالمعجمة والموحّدة بصيغة المعلوم من باب الافتعال ، يُقال : اشتبه الأمر: إذا أشكل. والفاء للتعقيب؛ يعني لا يحدث بعد الولوج في أمرهما إشكال باعتبار مكانهما ومدّة بقائهما تحت الأرض وساعاتها ودقائقها في أيّ وقت كان، كما هو معلوم عند أهل الرصد والحساب .
(وَيَرْجِعَانِ) إلى فوق الأرض .