257
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

والمناقلة والتناقل: سرعة نقل الشيء من حالة إلى اُخرى، والمراد هنا الإسكات وإلزام الحقّ.
(الْمُلحِدِينَ 1 مَعَ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: نَفَعَكَ اللّهُ بِهِ وَثَبَّتَكَ يَا هِشَامُ .
قَالَ 2 : فَوَ اللّهِ، مَا قَهَرَنِي أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ حَتّى قُمْتُ مَقَامِي هذَا)
. مضى هذا في ثالث «باب المعبود» بأدنى تغيير.
الثالث: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: سُئِلَ عَنْ مَعْنَى اللّهِ، فَقَالَ: اسْتَوْلى عَلى مَا دَقَّ وَجَلَّ) . 3 يعني أنّ اللام في «اللّه » للعهد الخارجي؛ أي الإله الذي خلق السماوات والأرض بقول: «كُن» وهو الغالب الذي بيده أزمّة الاُمور كلّها، صغيرها وكبيرها.
الرابع: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ ) ، بكسر الهاء (قَالَ: سَأَلْتُ الرِّضَا عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ 4 : «اللَّهُ نُورُ السَّمَوتِ وَالْأَرْضِ» 5 فَقَالَ: هَادٍ لِأَهْلِ السَّمواتِ، 6 وَهَادٍ لِأَهْلِ الْأَرْضِ) .
(وَفِي رِوَايَةِ الْبَرْقِيِّ: هُدى مَنْ فِي السَّمَاءِ، وَهُدى مَنْ فِي الْأَرْضِ) . مآل الروايتين واحد، والمراد بالهداية إراءة طريق العلم بأحكامه في الحلال والحرام ببعث الرُّسل، وإنزال الكتب، وتعيين الأوصياء، وإراءة حظر اتّباع الظنّ والاختلاف عن رأي، ونحو ذلك.
الخامس: (أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ

1.في الكافي المطبوع : «المتّخذين» .

2.في الكافي المطبوع : + «هشام» .

3.في حاشية «أ» : «لما كان اللّه اسما للذات الأحديّة القيوميّة ، فسّر بما يختصّ به الذات ، وهو استيلاؤها على الدقيق والجليل» الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۷۰ ، ذيل ح ۳۸۰ .

4.في الكافي المطبوع : + «عزّوجلّ» .

5.النور (۲۴): ۳۵.

6.في الكافي المطبوع : «السماء» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
256

وقد يركّبه من حروف غير مناسبة لأوصافه؛ لعدم قصده إلى الأوصاف، كما تقول حكايةً عنه: «رطب فلان». ولا شكّ أنّ الكلام الأوّل أبلغ وأعلى مرتبةً من الثاني.
ونظير ذلك قوله تعالى في وصف الشجرة الملعونة في القرآن وهم بنو اُميّة: «وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَا طُغْيَانا كَبِيرا»۱ .
وربّما يقصَدُ بكلام واحد معانٍ مختلفة غير متعارضة، وبذلك يصير في أعلى طبقات البلاغة، كما قالوا في تعدّد بطون القرآن.
(وَاللّهُ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ) . ظاهره أنّ اللام هنا للعهد الخارجي.
(الرَّحْمنُ بِجَمِيعِ خَلْقِهِ) أي مخلوقاته حيث يعطي كلّاً منها ما يليق به من الخلق، أي التدبير.
(وَالرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً) ؛ حيث يسدّدهم ويغفر لهم ذنوبهم وهو وليّهم.
الثاني: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ: أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللّهِ وَاشْتِقَاقِهَا: اللّهُ مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ؟ فَقَالَ: يَا هِشَامُ ، اللّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ، وَإلهُ۲يَقْتَضِي مَأْلُوها، وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنى، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئا؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى، فَقَدْ أَشْرَكَ وَعَبَدَ اثْنَيْنِ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى دُونَ الِاسْمِ، فَذَاكَ التَّوْحِيدُ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ؟
قَالَ: قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: لِلّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْما، فَلَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ الْمُسَمّى ، لَكَانَ كُلُّ اسْمٍ مِنْهَا إِلها ، وَلكِنَّ اللّهَ مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ وَكُلُّهَا غَيْرُهُ.
يَا هِشَامُ، الْخُبْزُ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ، وَالْمَاءُ اسْمٌ لِلْمَشْرُوبِ، وَالثَّوْبُ اسْمٌ لِلْمَلْبُوسِ، وَالنَّارُ اسْمٌ لِلْمُحْرِقِ؛ أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ فَهْما تَدْفَعُ بِهِ، وَتُنَاقِلُ۳بِهِ أَعْدَاءَنَا)
؛ بالنون والقاف بصيغة المضارع المخاطب المعلوم من باب المفاعلة، أو من باب التفاعل بحذف إحدى التاءين.

1.الإسراء (۱۷) : ۶۰ .

2.في الكافي المطبوع : «الإله» .

3.في الكافي المطبوع : «تُناضِل» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71522
صفحه از 584
پرینت  ارسال به