نهج البلاغة من خطبة أمير المؤمنين عليه السلام : «الذي لم يسبق له حال حالاً، فيكون أوّلاً قبل أن يكون آخرا». ۱(لَا يَقَعُ عَلَيْهِ الْحُدُوثُ ) . استئناف لبيان ما سبق، وهذا ناظر إلى قوله: «قديم». وإن جعل «الحدوث» جمع حادث كقُعود جمع قاعد ۲ ، كان ناظرا إلى «أوّلٌ، آخِرٌ». وقوله:
(وَلَا يَحُولُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ) ، ناظرٌ إلى قوله: «أوّل، آخر»، ومعناه ما مرّ في خامس الباب.
(خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) . تحقيق لأوّليّته وآخريّته بالمعنى المذكور بأنّه لولا ذلك لم يكن خالقا لكلّ شيء.
السابع: (مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّهِ رَفَعَهُ إِلى أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالى، لَهُ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ فِي كِتَابِهِ) . مضى تفسير الأسماء والصفات في شرح أوّل الخامس، ۳ ومضى في شرح ثالث الخامس عشر ۴ أنّهما متّحدان بالذات، متغايران بالاعتبار.
(وَأَسْمَاؤُهُ) . في كتاب التوحيد لابن بابويه «فأسماؤه» بالفاء. ۵(وَصِفَاتُهُ هِيَ هُوَ؟ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : إِنَّ لِهذَا الْكَلَامِ وَجْهَيْنِ) أي يحتمل هذا الكلام معنيين:
(إِنْ كُنْتَ تَقُولُ: «هِيَ هُوَ» ، أَيْ إِنَّهُ ذُو عَدَدٍ وَكَثْرَةٍ) ، بأن يكون المراد حمل مفهومات تلك الألفاظ على ذاته حملَ الذاتي على الشيء حتّى يصير ذاته ذا أجزاء متعدّدة ۶ كثيرة ضرورةَ تغاير مفهومات الألفاظ.
1.نهج البلاغة ، ص ۹۶ ، الخطبة ۶۵ .
2.في حاشية «أ» : «ومنه قوله تعالى في سورة البقرة «وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» (مهدي)» . والآية سورة البقرة (۲) : ۱۲۵ .
3.أي في الحديث ۱ من باب المعبود .
4.أي في الحديث ۳ من باب حدوث الأسماء .
5.التوحيد ، ص ۱۹۳ ، باب أسماء اللّه تعالى و . . . ، ح ۷ .
6.في «ج» : «متعدد» .