311
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(وَالْعِلْمِ، لَا بِالذَّاتِ) أي بأن يكون ذاته في مكانٍ قريب من مكانهم.
(لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ مَحْدُودَةٌ) ؛ لأدلّة تناهي الأبعاد.
(تَحْوِيهَا حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ) . هي: القدّام، والخلف، واليمين، واليسار؛ لم يذكر الفوق والتحت من الجهات الستّ لأنّ المحسوس لنا من أمثالنا غالبا أحد الأربع.
(فَإِذَا كَانَ) عدم العزوب (بِالذَّاتِ لَزِمَهَا) أي الذات (الْحَوَايَةُ) . وحاصله تفسير كونه تعالى مع الثلاثة أو الخمسة بأنّه لا يعزب شيء عنه بالقدرة والعلم.
(فِي قَوْلِهِ:«الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»۱) .
هذا أيضا كلام المصنّف رحمه الله، وهو أيضا معطوف على الحركة والانتقال لكن بحذف العاطف.
السادس: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ) ؛ بفتح الخاء المعجمة، وشدّ الشين المعجمة، والموحّدة.
(عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ) في سورة طه:
(«الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى»؟ فَقَالَ: اسْتَوى عَلى كُلِّ شَىْ ءٍ؛ فَلَيْسَ شَىْ ءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَىْ ءٍ) .
ظاهره أنّ «على» للاستعلاء. والظرف متعلّق ب«استوى» وتعديته ب«على» لتضمين معنى الاستيلاء. والعرش عبارة عن كتاب اللّه الذي فيه تبيان كلّ شيء، كما يجيء بيانه في ثاني الآتي ۲ عند قوله: «والعرش اسم علم وقدرة وعرش فيه كلّ شيء». والجملة خبر المبتدأ؛ يُقال: استوى على ظهر دابّته: إذا استقرّ؛ واستوى إلى الشيء: إذا قصده؛ واستوى على المملكة: إذا استولى على جميعها بحيث استوى نسبة كلّ جزء إليه.
وقوله: «فليس شيء أقرب إليه من شيء» ردّ على المعتزلة المفوّضة حيث قالوا: إنّ

1.طه (۲۰) : ۵ .

2.أي في الحديث ۲ عن باب العرش والكرسي .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
310

الخامس: (عَنْهُ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى:«مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلـثَةٍ إِلَا هُوَ رَابِعُهُمْ وَ لَاخَمْسَةٍ إِلَا هُوَ سَادِسُهُمْ»۱فَقَالَ: هُوَ وَاحِدٌ) أي لا إله إلّا هو.
(وَأحَديُّ۲الذَّاتِ) ، بفتح الهمزة وفتح الحاء المهملة ودال مهملة قبل ياء النسبة، والواو للعطف؛ أي وغير منقسم في وجوده ولا عقل ولا وهم. ويمكن أن تكون الواو جزء الكلمة وبعدها ألف ليّنة والحاء مكسورة، وحرف العطف مقدّر كما في ما بعده؛ والمآل واحد.
(بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ) أي ليس كمثله شيء.
(وَبِذَاكَ) أي بالوحدة والأحديّة والبينونة.
(وَصَفَ نَفْسَهُ) في القرآن. والمقصود أنّه تعالى ليس جسمانيّا، فليس كونه معهم باعتبار المكان والذات.
(وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ بِالْاءِشْرَافِ) أي بالعلوّ والقدرة. يُقال: أشرفت الشيء، أي علوته؛ وأشرفت عليه، أي اطّلعت عليه من فوق.
(وَالْاءِحَاطَةِ) . ذكر ذلك اعتمادا على أنّ ما قبله وما بعده يفسّره أنّ المراد به القدرة، وإشارةً إلى أنّ إطلاق المحيط على هذا المعنى مشهور كقوله: «وَاللّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ»۳ .
(وَالْقُدْرَةِ) . عطف تفسير.
( «لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِى السَّماواتِ وَلَا فِى الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلَا أَكْبَرُ»۴ ) أي لا يغيب.
(بِالْاءِحَاطَةِ) أي بالقدرة، وهو متعلّق بالنفي لا المنفيّ.

1.المجادلة (۵۸) : ۷ .

2.في الكافي المطبوع : «وَاحِدِىُ» .

3.البروج (۸۵) : ۲۰ .

4.سبأ (۳۴) : ۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 57071
صفحه از 584
پرینت  ارسال به