313
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(اسْتَوى فِي كُلِّ شَيْءٍ) . بيان لقوله: «لم يقرب منه قريب» أي استوى في خلق كلّ ممكن بالذات.
التاسع: (وَعَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّهَ مِنْ شَيْءٍ، أَوْ فِي شَيْءٍ، أَوْ عَلى شَيْءٍ، فَقَدْ كَفَرَ. قُلْتُ: فَسِّرْ لِي، قَالَ : أَعْنِي بِالْحَوَايَةِ) . الظرف متعلّق بالظرف في قوله: «أو في شيء»؛ أي أعني بأنّ اللّه في شيء أنّه في شيء بالحواية، وذلك لئلّا ينافي نحو قوله تعالى: «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ»۱ .
(مِنَ الشَّيْءِ) . «من» ابتدائيّة، والظرف مستقرّ صفة الحواية؛ لأنّها نكرة في المعنى أو حال عنها، واللام للعهد؛ لسبق ذكره في قوله: «في شيء».
(لَهُ) أي للّه .
(أَوْ بِإِمْسَاكٍ) . الظرف متعلّق بالظرف في قوله: «أو على شيء»، والمراد نحو: إمساك السرير للسلطان، فإنّه إن وُهن السرير وسقط، سقط السلطان.
(لَهُ) أي للّه .
(أَوْ مِنْ شَيْءٍ سَبَقَهُ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم، والنشر ليس على ترتيب اللفّ، قدّم في التفسير الأخيرين؛ لأنّهما أحوج إلى التفسير من الأوّل.
العاشر: (وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى: مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّهَ مِنْ شَيْءٍ، فَقَدْ جَعَلَهُ مُحْدَثا؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي شَيْءٍ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْصُورا؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلى شَيْءٍ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْمُولاً) ، يعني شيء من الحديث، والمحصور والمحمول لا يصلح للاُلوهيّة.
(فِي قَوْلِهِ تَعَالى :«وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَهٌ»۲) . هذا كلام المصنّف، وهو أيضا معطوف على الحركة والانتقال بحذف العاطف.

1.الرحمن (۵۵) : ۲۹ .

2.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
312

أفعال العباد ليست مقدورة للّه ، وليست بمشيئته وإرادته وقدره وقضائه وإذنه. ۱
ويجيء إبطال مذهبهم في أحاديث الخامس والعشرين والثلاثين.
السابع: (وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ) ؛ بكسر المهملة ومهملة.
(أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى»فَقَالَ: اسْتَوى مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ) . «من» في قوله: «من كلّ شيء» للنسبة، مثل: «أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى».
والاستواء على الشيء مشتمل على أمرين: الأوّل: الاستيلاء، الثاني: تساوي النسبة. وقد صرّح هنا بالثاني، وسكت عن الأوّل؛ لظهوره.
الثامن: (وَعَنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى»فَقَالَ: اسْتَوى فِي كُلِّ شَيْءٍ) ؛ كما تصحّ تعدية «استوى» ب«على» باعتبار الاستيلاء وب«من» باعتبار النسبة تصحّ تعديته ب«في» باعتبار أنّ المراد بكلّ شيء خلق كلّ شيء، سواء كان خلقَ تقدير، أو خلقَ تكوين، نحو: تفوّق زيد في الكتابة، ويجوز أن يكون «في» بمعنى «على» كما قالوا في «لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ النَّخْلِ»۲
.
(فَلَيْسَ شَيْءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ بَعِيدٌ، وَلَمْ يَقْرُبْ مِنْهُ قَرِيبٌ) . المراد بالبعيد الممتنع بالذات، والمراد بالقريب الممكن بالذات؛ يعني لم يحدث بُعد بعيدٍ منه، ولا قُرب ۳ قريبٍ منه، أو المراد أنّ كون بعض الممكنات بعيدا محتاجا إلى أسباب لم يحصل بعدُ، وبعضها قريبا إنّما هو بالنسبة إلينا، وأمّا بالنسبة إليه فليس بُعد وقُرب.

1.حكاه في المواقف ، ج ۳ ، ص ۲۰۸ و ۲۱۴ و ۲۲۶ عن المعتزلة .

2.طه (۲۰) : ۷۲ .

3.في «ج» : - «قرب» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 56567
صفحه از 584
پرینت  ارسال به