329
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

وعلى الأوّل «يحمله» منصوب محلّاً، وعلى الثاني مرفوع محلّاً، كما قالوا في كلّ رجل وضيعتَه. وعلى التقديرين الواو في «ومن حول» للعطف.
ويجيء ذكر حول العرش في «كتاب الجنائز» في أوّل الباب الحادي والتسعين، وهو بعد «باب في أرواح المؤمنين» ۱ وفي «كتاب الصلاة» في أوّل «باب النوادر» وهو الباب المائة. ۲(وَاللّهُ الْحَامِلُ لَهُمُ) أي لمن يحمله ولمن حول العرش.
(الْحَافِظُ لَهُمُ، الْمُمْسِكُ، الْقَائِمُ عَلى كُلِّ نَفْسٍ، وَفَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَعَلا۳) . يكتب بالألف، فعل ماض. وفي بعض النسخ بالياء حرف جرّ.
(كُلَّ۴شَيْءٍ، وَلَا يُقَالُ: مَحْمُولٌ، وَلَا أَسْفَلُ ـ قَوْلاً مُفْرَدا لَا يُوصَلُ بِشَيْءٍ ـ فَيَفْسُدُ اللَّفْظُ وَالْمَعْنى) . يعني لو أوصل بشيء يكون قرينة على معنى صحيح، لكان المعنى صحيحا، واللفظ فاسدا؛ لأنّه ممّا فيه سوء أدب بدون إذن.
(قَالَ أَبُو قُرَّةَ: فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَةِ الَّتِي جَاءَتْ: أَنَّ اللّهَ إِذَا غَضِبَ إِنَّمَا يُعْرَفُ غَضَبُهُ أَنَّ) أي بأن (الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَجِدُونَ ثِقَلَهُ عَلى كَوَاهِلِهِمْ) ؛ جمع «كاهل» بكسر الهاء، وهو ما بين الكتفين.
(فَيَخِرُّونَ سُجَّدا، فَإِذَا ذَهَبَ الْغَضَبُ، خَفَّ وَرَجَعُوا إِلى مَوَاقِفِهِمْ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : «أَخْبِرْنِي عَنِ اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنْذُ لَعَنَ إِبْلِيسَ، إِلى يَوْمِكَ هذَا هُوَ غَضْبَانُ عَلَيْهِ، فَمَتى رَضِيَ؟) أي فليس يبقى وقت لذهاب الغضب والخفّة والرجوع إلى مواقفهم.
(وَهُوَ) مبتدأ، والواو للحال، والضمير للّه .
(فِي صِفَتِكَ) أي في بيانك ووصفك إيّاه.

1.الكافي ، ج ۳ ، ص ۲۴۴ ، باب آخر في أرواح المؤمنين ، ح ۱ .

2.الكافي ، ج ۳ ، ص ۴۸۲ ، ح ۱ .

3.في الكافي المطبوع : «على» .

4.في الكافي المطبوع : «كلِّ» بالكسر .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
328

بأنّ المراد بالعرش فيها أيضا اسم علم وقدرة، وهو كتاب اللّه الذي فيه تبيان كلّ شيء. ومرَّ بيانه في سادس السابق وسابعه وثامنه. ۱
وهذا لا ينافي أنّ الثمانية الذين هم حَملة العرش أي حملة علمه صنع اللّه تعالى لهم عرشا؛ أي سريرا في غاية الكمال، وتحمل هذا العرش ملائكة، كما في الصحيفة الكاملة في دعائه عليه السلام في الصلاة على حَمَلَة العرش، وكلّ ملك مقرّب من قوله عليه السلام : «اللّهُمَّ وحَمَلة عرشك الذين لا يفترون من تسبيحك» ۲ إلى آخره، وكما في أوّل خطب نهج البلاغة من قول أمير المؤمنين عليه السلام : «ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم، والمارقة من السماء العليا أعناقهم، والخارجة من الأقطار أركانهم، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم، ناكسةٌ دونه أبصارهم، ملتفِّعون ۳
تحته بأجنحتهم» الخطبة. ۴ فيجلسون عليه في الآخرة كما مضى في شرح أوّل الباب من قول أبي الحسن عليه السلام : «إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمن أربعة من الأوّلين، وأربعة من الآخرين» إلى آخره.
وقوله: «كما قال» إشارة إلى أنّ مضمون هذا في عدّة سور، ففي طه: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» ، ۵ وفي الأعراف ويونس والرعد والفرقان والتنزيل والحديد: «ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ» . ۶
وقوله: «والعرش» مبتدأ. والواو في قوله: «ومن يحمله» بمعنى «مع»، وخبر المبتدأ مقدّر قبل الواو؛ أي مقرّون مع من يحمله؛ أو للعطف، وخبر المبتدأ مقدّر بعد الواو، أي الثلاثة مقرونة.

1.أي في الحديث ۶ و ۷ و ۸ من باب الحركة والانتقال .

2.الصحيفة السجّاديّة ، ص ۴۰ ، وفي طبعة الاُخرى، ص ۳۳ .

3.تلفع بالثوب : إذا اشتمل به . النهاية ، ج ۴ ، ص ۲۶۱ .

4.نهج البلاغة ، ص ۴۱ ، آخر الخطبة ۱ .

5.طه (۲۰) : ۵ .

6.الأعراف (۷) : ۵۴ ؛ يونس (۱۰) : ۳ ؛ الرعد (۱۳) : ۲ ؛ الفرقان (۲۵) : ۵۹ ؛ السجدة (التنزيل) (۳۲) : ۴ ؛ الحديد (۵۷) : ۴ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55560
صفحه از 584
پرینت  ارسال به