331
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الرابع: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْحَجَّالِ) ؛ بفتح المهملة، وشدّ الجيم.
(عَنْ ثَعْلَبَةَ) ؛ بفتح المثلّثة، وسكون المهملة.
(عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»:۱السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ، أَمِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟) . ليس منشؤ السؤال الشكّ في المسؤول عنه؛ لأنّه صريح القرآن، بل منشؤه التعجّب الناشئ من توهّم أنّ الكرسيّ جسم مخصوص، كما ذهب إليه قوم. ۲(فَقَالَ: بَلِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْعَرْشَ، وَكُلَّ۳شَيْءٍ وَسِعَ الْكُرْسِيُّ) .
«العرش» و«كلّ» منصوبان على المفعوليّة لقوله: «وسع». والمراد بالعرش كتاب اللّه الذي فيه تبيان كلّ شيء، فالمراد ب«كلّ شيء» ما تبيانه في الكتاب، موافقا لآية سورة النحل: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانا لِكُلِّ شَيْءٍ» . ۴
و«الكرسيّ» مرفوع وفاعل «وسع».
وحاصل الجواب أنّ المراد بالكرسيّ حفظه وإمساكه تعالى، فلا يخرج عنه شيء.
الخامس: (مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»: السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ، أَوِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ فَقَالَ : إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ) . ظاهر ممّا مرّ.

1.البقرة (۲) : ۲۵۵ .

2.النحل (۱۶) : ۸۹ .

3.قال الفخر الرازي في تفسيره ، ج ۷ ، ص ۱۲ ذيل آية الكرسي : «قد جاء في الأخبار الصحيحة أنّه الكرسي جسم عظيم مستقلّ بذاته تحت العرش وفوق السماء السابعة ، ولا امتناع من القول به ، فوجب القول بإثباته» . وحكاه المازندراني في شرح اُصول الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۰۰ ، والمشهدي في تفسير كنز الدقائق ، ج ۱ ، ص ۶۰۸ بلفظ «قيل» .

4.في الكافي المطبوع : «كلُّ» بالرفع .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
330

(لَمْ يَزَلْ) ؛ خبر المبتدأ.
(غَضْبَانا۱) . كذا في النسخ، وهو مبنيّ على أنّه منصرف؛ لمجيء غضبانة في مؤنّثه، ولا ينافيه مجيء غضبى أيضا.
(عَلَيْهِ) أي على إبليس.
(وَعَلى أَوْلِيَائِهِ وَعَلى أَتْبَاعِهِ) أي الذين يتجدّد منهم يوما فيوما، وساعةً فساعة، ولحظةً فلحظة أنواع القبائح، فإنّ الأرض لا تخلو في لحظة عن فسق وكفر متجدّد.
(كَيْفَ تَجْتَرِئُ أَنْ تَصِفَ رَبَّكَ بِالتَّغَيُّرِ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ) أي من صفة كائنة في الخارج إلى اُخرى كائنة في الخارج.
(وَأَنَّهُ) أي وبأنّه (يَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي عَلَى الْمَخْلُوقِينَ؟!) من المحموليّة والجسميّة ونحو ذلك.
(سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، لَمْ يَزُلْ) ؛ بضمّ الزاي من الأفعال التامّة.
(مَعَ الزَّائِلِينَ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَ الْمُتَغَيِّرِينَ، وَلَمْ يَتَبَدَّلْ مَعَ الْمُتَبَدِّلِينَ، وَمَنْ) ؛ بفتح الميم.
(دُونَهُ فِي يَدِهِ وَتَدْبِيرِهِ، وَكُلُّهُمْ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ، وَهُوَ غَنِيٌّ عَمَّنْ سِوَاهُ) .
الثالث: (مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) في سورة البقرة: («وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»۲فَقَالَ: يَا فُضَيْلُ، كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ، السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ) .
قد مضى في شرح عنوان الباب أنّ المراد بالكرسيّ الحفظ والإمساك. وقوله: «السماوات» مبتدأ، والجملة استئناف بياني للسابق، و«كلّ شيء» من قبيل عطف التفسير، و«في الكرسيّ» خبر المبتدأ.

1.البقرة (۲) : ۲۵۶ .

2.في الكافي المطبوع : «غضبانَ» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55522
صفحه از 584
پرینت  ارسال به