333
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

وعلى الأوّل «دينه» و«علمه» منصوبان، وعلى الثاني مرفوعان. وحاصلهما واحد، وهو أنّ اللّه تعالى جعل كتابه المشتمل على دينه وعلمه حاملاً للماء، بمعنى أنّه جعل بعض الماء في كمال النور والضياء لأجل كتابه، أي ليكون مادّة لحاملي كتابه من الأنبياء والأوصياء.
وعلى الأوّل تقديم «دينه» و«علمه» هنا وتأخيرهما فيما يأتي مبنيّ على أنّ الأوّل من مفعول «حمّل» حامل، والثاني محمول، فعرشه تعالى كان حاملاً للماء الذي هو مادّة الأنبياء والأوصياء؛ أي كان باعثا لرفعة الماء ثمّ صاروا حاملين لعرشه؛ أي عالمين وحافظين لعرشه.
(فَلَمَّا أَرَادَ اللّهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ) أي بعد ما كوّن من الماء السماء والأرض ونحوهما وقبل أن يكوّن الخلق، أي ما عدا الأنبياء والأوصياء؛ فاللام للعهد.
(نَثَرَهُمْ) . الضمير للأنبياء والأوصياء؛ فإنّهم مفهومون من قوله: «حمّل دينه وعلمه الماء». والمراد أنّه فرّق ذلك الماء بعدد الأنبياء والأوصياء.
(بَيْنَ يَدَيْهِ) . هذا لبيان كمال قربهم وشرفهم.
(فَقَالَ لَهُمْ) أي للأنبياء والأوصياء:
(مَنْ رَبُّكُمْ؟ فَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَالْأَئِمَّةُ صلوات اللّه عليهم ، فَقَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا، فَحَمَّلَهُمُ) ؛ بالمهملة من باب التفعيل، والضمير للأنبياء والأوصياء، أو لرسول اللّه وأمير المؤمنين والأئمّة عليهم السلام .
(الْعِلْمَ وَالدِّينَ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ: هؤُلَاءِ حَمَلَةُ دِينِي وَعِلْمِي، وَأُمَنَائِي فِي خَلْقِي، وَهُمُ الْمَسْؤُولُونَ) . إشارة إلى ما في قوله تعالى في سورة النحل وسورة الأنبياء: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»۱ .
(ثُمَّ قَالَ لِبَنِي آدَمَ) . المراد ما عدا الأنبياء والأوصياء.

1.النحل (۱۶) : ۴۳ ؛ الأنبياء (۲۱) : ۷ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
332

السادس: (مُحَمَّدٌ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: حَمَلَةُ الْعَرْشِ ـ وَالْعَرْشُ: الْعِلْمِ ـ) أي مجموع العلم الذي اُوحي إلى الأنبياء.
(ثَمَانِيَةٌ: أَرْبَعَةٌ مِنَّا، وَأَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللّهُ تعالى) . مضى في شرح أوّل الباب ما يدلّ على أنّ الأربعة الاُولى رسول اللّه وعليّ والحسن والحسين، وفي حكمهم الأئمّة من أولادهم صلوات الرحمن عليهم، وأنّ الأربعة الاُخرى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى.
وروى عليّ بن إبراهيم في تفسير سورة الحاقّة أنّ حَمَلة العرش ثمانية، أربعة من الأوّلين، وأربعة من الآخرين؛ فأمّا الأربعة من ۱ الأوّلين: فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، وأمّا من الآخرين: فمحمّدٌ وعليّ والحسن والحسين عليهم السلام . ۲
السابع: (مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ) ؛ بفتح الكاف وكسر المثلّثة.
(عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ) ؛ بفتح المهملة وشدّ القاف، نسبةً إلى رقّة بلدٍ قربَ الكوفة.
(قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ) في سورة هود : («وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ»۳فَقَالَ: مَا يَقُولُونَ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ: إِنَّ الْعَرْشَ كَانَ عَلَى الْمَاءِ، وَالرَّبُّ فَوْقَهُ، فَقَالَ: كَذَبُوا، مَنْ زَعَمَ هذَا، فَقَدْ صَيَّرَ اللّهَ مَحْمُولاً، وَوَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِ، وَلَزِمَهُ أَنَّ الشَّيْءَ الَّذِي يَحْمِلُهُ أَقْوى مِنْهُ) ولو في جهة من الجهات.
(قُلْتُ: بَيِّنْ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَقَالَ : إِنَّ اللّهَ حَمَّلَ دِينَهُ وَعِلْمَهُ الْمَاءَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ سَمَاءٌ أَوْ أَرْضٌ،۴أَوْ جِنٌّ أَوْ إِنْسٌ، أَوْ شَمْسٌ أَوْ قَمَرٌ) .
«حمّل» بالمهملة بصيغة الماضي المعلوم من باب التفعيل، أو باب ضرب.

1.في «ج» : - «من» .

2.تفسير القمّي ، ج ۲ ، ص ۳۸۳ .

3.هود (۱۱) : ۷ .

4.في الكافي المطبوع : «أرض أو سماء» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55476
صفحه از 584
پرینت  ارسال به