341
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

مضاف أو موصوف، وكذا نظيراه.
وعلى الأوّل نقول: المراد بالوقت المدّة باعتبار أنّها ظرف للمتغيّرات. والمراد بالمعدود ما يعدّ مع غيره من جنسه كما يجيء في خامس الباب وسادسه من قوله: «ومَن عدّه فقد أبطل أزله».
والمراد بالأجل آخر المدّة، والمراد بالممدود الطويلُ المدّة بسبب فاعل.
والمراد بالنعت بيان الكيفيّة بالمعنى الذي مضى في شرح سادس الثاني. ۱
والمراد بالمحدود ما أحاط به الحدّ كالإنسان والبلّورة، يعني ليس معدودا فيكونَ له وقت، ولا ممدودا فيكون له أجل، ولا محدودا فيكون له نعت؛ ونظيره قولنا: ليس لزيد موت أجل، أي ليس له أجل فيموت.
وعلى الثاني نقول: الامتداد الزماني يسمّى وقتا وأجلاً باعتبار أنّه ظرف للمتغيّرات.
والمراد بالوقت المعدود الزمانُ باعتبار الابتداء أو القصير، وبالأجل الممدود الزمانُ باعتبار الانتهاء، أو الطويل المتناهي.
والمراد بالنعت الثناءُ والمدح بالكمالات كالعلم والقدرة ونحوهما، وبالمحدود المتناهي. أو المراد بالنعت المحدود نعتُ الأمر المحدود؛ لأنّ الشيء إذا أحاطه حدّ، كان ذلك الحدّ محيطا بما قام به أيضا.
(سُبْحَانَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ) ؛ بالرفع والتنوين، والأوّل نقيض الآخِر، وأصله أوأل على أفعل مهموز الأوسط، قلبت الهمزة واوا واُدغم، وإذا جعلته صفة لم تصرفه تقول: لقيته عاما أوّلَ، أي أوّل من عامنا، وإذا لم تجعله صفة صرفته، فتقول: لقيته عاما أوّلاً ۲ : هو كالظرف كأنّك قلت: عاما قبل عامنا.
(مُبْتَدَأٌ) ؛ بصيغة اسم الزمان والمكان مرفوع على أنّه بدل، أو وصف ل«أوّلٌ» أي ۳ مبتدأ وجوده، وهو آن الحدوث، أو مبتدأ حصول كمالاته مثل ما يكون للإنسان حين

1.أي في الحديث ۶ من باب إطلاق القول بأنّه شيّء .

2.الصحاح، ج ۵، ص ۱۸۳۸؛ لسان العرب، ج ۱۱، ص ۷۱۷ (وأل).

3.فى «ج»: «أو».


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
340

(وَضَلَّ هُنَاكَ) أي في اللّه تعالى.
(تَصَارِيفُ) ؛ جمع «تصريف» بمعنى تغيير؛ أي أنواع تغيير.
(الصِّفَاتِ) ؛ جمع «صفة» بمعنى بيان العظمة الصادرِ عن المخلوقين.
(وَحَارَ فِي مَلَكُوتِهِ) . الملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة؛ أي في ملكه وعزّه. والمراد في قدر عظمته. ويحتمل أن يُراد بملكوته مملكته.
(عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ) ؛ فإنّ قدر عظمته ممّا استأثر اللّه تعالى بعلمه.
(وَانْقَطَعَ دُونَ) أي تحت (الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ) . الضمير للّه أو للملكوت؛ فالإضافة إلى المفعول.
(جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ ) أي الكلمات الجامعة لأنواع التبيين.
(وَحَالَ دُونَ) أي تحت (غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ) أي كنه ذاته، أو سرّ قدره في خلق ما خلق.
(حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ، تَاهَتْ فِي أَدْنى أَدَانِيهَا طَامِحَاتُ الْعُقُولِ فِي لَطِيفَاتِ الْأُمُورِ) أي بين أذهان العباد وغيبه المكنون غيوب كثيرة هي حجب؛ أي لا يمكن العلم بغيبه المكنون إلّا بعد العلم بتلك الغيوب، وتلك الغيوب مترتّبة متفاوتة؛ أي العلم ببعضها موقوف على العلم ببعض آخر وهكذا إلى غيب هو أدنى أدانيها، وقد تاه في هذا الغيب العقول الطامحات، في لطائف الاُمور أي دقائقها. يُقال: تاه في الأرض، أي ذهب متحيّرا. ويُقال: طمح بصري إليه، أي امتدّ وعلا. وطمح فلان: إذا أبعد في الطلب. ۱
والمراد الماضيات في الدقائق المبعدة في السير فيها والطلب لها.
(فَتَبَارَكَ اللّهُ الَّذِي لَا يَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ) . تفريعٌ على مجموع سابقه؛ أي لا يبلغ كنه ذاته، أو سرّه الهممُ البعيدة عن مبدأ فكرها لطلب الدقائق.
(وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ) . هذا كسابقه.
(وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ،۲وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ) . «وقت»

1.النهاية ، ج ۳ ، ص ۱۳۸ (طمح) .

2.في حاشية «أ» : «أي داخل في العدد ، وذلك لتقدّسه تعالى عن إحاطة الزمان». الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۳۰ ، ذيل ۳۵۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 70907
صفحه از 584
پرینت  ارسال به