343
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(وَالْوَاصِفُونَ) له بالعظمة (لَا يَبْلُغُونَ نَعْتَهُ) أي قدر عظمته.
(حَدَّ۱الْأَشْيَاءَ) . استئناف لبيان قوله: «لا يبلغون». ومضى معنى الحديث في سادس الحادي عشر. ۲(كُلَّهَا) . فيه دلالة على بطلان المجرّدات.
(عِنْدَ خَلْقِهِ إيَّاهَا۳إِبَانَةً لَهَا مِنْ شِبْهِهِ، وَإِبَانَةً لَهُ مِنْ شِبْهِهَا) . الشَبَه ـ بفتحتين ـ : الشباهة. وفيه دلالة على أنّه لو وجد مجرّد لوقع الشبه.
إن قلت: هذا يدلّ على أنّ خلق المجرّدات ممكن، فإنّ الإبانة هنا مفعول له، فيمكن أن لا تحدّ فلا تبان.
قلت: لا دلالة؛ لأنّ في التعليل في أمثال هذا تجوّزا، والمقصود ظهور دلالة المحدوديّة على البينونة والمخلوقيّة، كما مضى في سادس الحادي عشر؛ ۴ فكأنّه لم يحدّ إلّا للإبانة. أو لأنّ المراد بالإبانة إظهار البينونة، ويمكنه أن لا يحدّ بأن لا يوجد شيئا؛ ألا ترى إلى قوله: «وإبانة له من شبهها» فإنّ المراد به نفي أن يكون تعالى مادّيا، كما أنّ المراد بالسابق نفي أن تكون الأشياء مجرّدة. ولا شكّ أنّ كونه تعالى مادّيا محال بالذات.
(فَلَمْ يَحْلُلْ فِيهَا) ؛ بالمهملة، بصيغة معلوم باب نصر وضرب، والفاء للتفريع. والمراد بالحلول في الأشياء أن يكون مكانيّا، ومكانه جميع أمكنة الأشياء، ۵ وبعضها بالتداخل. وسيجيء في تفسير المصنّف أنّ المراد بالحلول أن يكون من أعراض الأجسام.
(فَيُقَالَ: هُوَ فِيهَا كَائِنٌ، وَلَمْ يَنْأَ عَنْهَا) ؛ بسكون النون وفتح الهمز، أو بفتح النون وسكون الهمزة، بمضارع المعلوم الناقص باب منع، أي لم يبعد. والثاني مقلوب الأوّل؛ لأنّ مصدر كليهما النأي بفتح النون وسكون الهمز والخاتمة على ما قاله ابن الحاجب

1.في الكافي المطبوع : «وحَدَّ» .

2.أي في الحديث ۶ من باب النهي عن الجسم والصورة .

3.في الكافي المطبوع : - «إيّاها» .

4.في «ج» : «أو» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
342

الشروع في التعلّم. ولا ينافي هذا أن يكون له أوّل مبتدأ بصيغة اسم المفعول، فإنّ أوّل ما خلق اللّه الماء.
(وَلَا غَايَةٌ) أي كمال. ومنه يسمّى ما يقصد بفعل شيء علّة غائيّة له.
وقال نجم الدين الرضيّ في شرح الكافية:
لفظ «الغاية» يستعمل بمعنى النهاية، وبمعنى المدى، كما أنّ الأمد والأجل أيضا يستعملان بالمعنيين، والغاية تستعمل في الزمان والمكان بخلاف الأمد والأجل؛ فإنّهما يستعملان في الزمان فقط. ۱(مُنْتَهىً) ؛ بصيغة اسم المكان من الناقص بدل أو وصف لغاية، أي ما انتهى إليه كماله ولم يتجاوزه كما يكون للإنسان في أزمنة حصول كمالاته؛ يعني أنّ كمالاته تعالى غير متناهية، فليس له غاية ونهاية في الكمال انتهى إليها ولم يتجاوزها.
(وَلَا آخِرٌ) ؛ بكسر المعجمة؛ ما يقابل الأوّل.
(بِفَنَاءٍ۲) ؛ بكسر الموحّدة حرف الجرّ وفتح الفاء والنون والمدّ، والظرف صفة لآخِرٍ. والمراد بالفناء فناء نفسه تعالى، أو فناء ما سواه، وعلى الثاني المراد أنّه تعالى يبقى بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه، كما كان قبل ابتدائها كما في نهج البلاغة في خطبة أوّلها: «ما وحّده مَن كيّفه». ۳(سُبْحَانَهُ) ؛ عن الفناء.
(هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ) ، بنحو قوله: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۴ وقوله: «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ»۵
، وقوله: «وَمَا قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ»۶ .

1.الأنعام (۶) : ۹۱ .

2.شرح الرضي على الكافية ، ج ۴ ، ص ۶۳ .

3.في الكافي المطبوع : «يفنى» .

4.نهج البلاغة ، ص ۲۷۲ ، الخطبة ۱۸۶ .

5.الشورى (۴۲) : ۱۱ .

6.الأنعام (۶) : ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 70964
صفحه از 584
پرینت  ارسال به