359
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

بما خفي على الناس لأجل التقيّة؛ أو من ۱ بابِ حسن، أي دُققت وصغرت، وهو كناية عن الاختفاء.
(فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ، فَوَصَلْتُ، وَسَلَّمْتُ۲عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، ثُمَّ قَالَ: يَا فَتْحُ، مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ) أي والغالب فيمن لم يبال بسخط المخلوق أنّه لا يسلّط اللّه عليه سخط المخلوق، كأنّه عليه السلام عرف أنّ وصوله إليه لتعرّف حقيقة قوله: «من اتّقى اللّه » إلى آخره.
(وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ، فَقَمَنٌ) . تقول: أنت قمن أن تفعل كذا بالتحريك، ۳ أي خليقٌ وجديرٌ، لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث، وإن كسرت الميم أو قلت: قمين ثنّيت وجمعت. ۴(أَنْ يُسَلِّطَ اللّهُ عَلَيْهِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ، وَإِنَّ الْخَالِقَ لَا يُوصَفُ إِلَا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ) . مضى بيانه في أحاديث العاشر. ۵(وَأَنّى يُوصَفُ الَّذِي يَعْجِزُ) ؛ غائبة معلوم باب ضرب وعلم. ۶(الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ، وَالْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ، وَالْخَطَرَاتُ) ؛ بفتح المعجمة وفتح المهملتين، جمع «خطرة» بسكون الطاء، وهي ما يمرّ بالقلب.
(أَنْ تَحُدَّهُ، وَالْأَبْصَارُ عَنِ الْاءِحَاطَةِ بِهِ، جَلَّ عَمَّا وَصَفَهُ الْوَاصِفُونَ) له بقدر من العظمة.
(وَتَعَالى عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ) له بأنّه كالبلّور أو كالسبيكة.
(نَأى) أي بعُد عنّا ذاتا (فِي قُرْبِهِ) ، بحسب الدليل عليه، أو بحسب إحاطة علمه بنا؛ لقوله: «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»۷ . و«في» بمعنى «مع».

1.في «ج» : - «من» .

2.في الكافي المطبوع : «فَسلَّمتُ» .

3.في «ج» : «بفتحتين» .

4.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۱۸۴ ؛ النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۱۱ (قمن) .

5.أي أحاديث باب النهي عن الصفة بغير ما وصف به نفسه تعالى .

6.في «أ» : - «غايبة معلوم باب ضرب وعلم» .

7.ق (۵۰) : ۱۶ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
358

باب ۱ التفاعل، والظرف نائب الفاعل يعني لأنّ تمييز حدود إلهيّته لا يمكن الوصول إليه ببيان أحد إذا سئل بكيف عن كيفيّة إلهيّته، بناءً على أنّ إلهيّتة أعظم من أن يسعه البيان.
الثالث: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعا، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ، قَالَ: ضَمَّنِي وَأَبَا الْحَسَنِ عليه السلام ) أي الهادي أو ۲ الرضا عليه السلام .
(الطَّرِيقُ) ؛ فاعل «ضمّني».
(فِي مُنْصَرَفِي) ؛ مصدر ميمي.
(مِنْ مَكَّةَ إِلى خُرَاسَانَ، وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنِ اتَّقَى اللّهَ يُتَّقى؛ وَمَنْ أَطَاعَ اللّهَ يُطَاعُ) . يجيء في «كتاب الإيمان والكفر» في ثالث «باب الخوف والرجاء»: «من خاف اللّه أخاف اللّه منه كلّ شيء، ومن لم يخف اللّه أخافه اللّه من كلّ شيء».
إن قلت: نرى خلاف ذلك في الأنبياء والأئمّة والأولياء؟
قلت: المقصود أنّ التفاوت بين التقيّ وغير التقيّ، والمطيع وغير المطيع، واقع مع التساوي في الاُمور الخارجة، ولو صدر عن غير الأصفياء ما صدر عنهم ـ ممّا ينافي أغراض الناس رئاءً وسمعةً ونحو ذلك ـ لم يكن يهابون ويوقّرون أصلاً، والظالمون على أوليائه تعالى كانوا يخافون ويعظّمون ذلك، ولا ينافي ذلك ارتكابهم الظلم، وإظهارهم خلاف ما في قلوبهم، وأيضا يمكن أن يُقال: إنّ هذا هو الغالب في أوساط الناس، كما هو الظاهر من قوله عليه السلام بعد ذلك: «فقمنٌ». وابتلاء الخواصّ عظيم خارج عن طور سائرهم.
(فَلَطَفْتُ۳) ؛ بالمهملة والفاء، بصيغة المعلوم للمتكلِّم، من باب نصر، ۴ أي اختلت

1.في «ج»: «لايتناهي مجهول باب» بدل «لايتناهي بصيغة المجهول من باب».

2.في «أ» : - «الهادي أو» .

3.في الكافي المطبوع : «فَتَلَطَّفْتُ» .

4.في «ج» : «بالمهملة والفاء معلوم متكلّم باب نصر» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 72028
صفحه از 584
پرینت  ارسال به