365
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(أَنْ لَا مِشْعَرَ لَهُ) ؛ بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح المهملة ومهملة، اسم آلة؛ وبفتح الميم اسم مكان. والمراد أنّه مجرّد، فليس له مشعر.
(وَبِتَجْهِيرِهِ الْجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لَا جَوْهَرَ لَهُ) . التجهير: جعل الجوهر جوهرا، الكيفيّةُ إن وضعت عليها جبلة موصوفها تسمّى «جوهرا» بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الهاء معرّب گوهر، وتسمّى طينة وغريزة وطبيعة أيضا كالبرودة في الماء؛ وإلّا تسمّى «عرضا» كالحرارة بمجاورة النار.
وقوله: «عرف» بصيغة المجهول 1 يعني أنّ واضع جبلة الأجسام على الكيفيّات بنفوذ الإرادة، وقولِ «كُن» مجرّد، فيمتنع أن يوضع جبلته على كيفيّة؛ لأنّ الكيفيّة من خواصّ المادّيات والمخلوقين، كما يجيء في سادس الباب، تعالى اللّه عنها.
(وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ) . المضادّة: المخالفة، وهي على قسمين: الأوّل: المشهوري، وهو ما بين نحو الأبيض والأسود. والثاني: الحقيقي، وهو ما بين نحوِ البياض والسواد. والمراد بالمضادّة هنا خلق المضادّين المشهوريين، فالمراد بالأشياء الأجسام، وهو اختياري له تعالى؛ لإمكان أن يخلق أحد المضادّين، ولا يخلق الآخر أصلاً.
(عُرِفَ أَنْ لَا ضِدَّ لَهُ) أي ليس له عارض موجود في نفسه في الخارج، فلا يمكن أن يكون له ضدّ.
(وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ) . المقارنة بالقاف والمهملة والنون: المناسبة والمصاحبة. والمراد هنا خلق المناسبين كالجسمين الأبيضين، فالمراد بالأشياء هنا أيضا الأجسام.
(عُرِفَ أَنْ لَا قَرِينَ لَهُ) أي ليس له عارض موجود في نفسه في الخارج، فلا يمكن أن يكون له قرين.
(ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ) . استئنافٌ بياني لقوله: «وبمضادّته» إلى آخره. وهذا إلى قوله: «بالحرور» ناظر إلى قوله: «وبمضادّته» إلى قوله: «لا ضدَّ له». والمراد بالنور الجسم المنكشف بنفسه كالكواكب وكالقمر في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً

1.في «ج» : «كالحرارة في الماء بمجاورة الهواء النار» بدل «كالحرارة» إلى هنا .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
364

قبل الأوقات في الأزل.
(وَلَا تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ) ؛ بالحاء المهملة وشدّ الدال المهملة، من باب نصر؛ يعني لا يمكن بيان قدر عظمته ببيان من أقسام البيان، موافقا لما مرّ في أوّل الباب من قوله: «وضلّ هناك تصاريف الصفات». أو المراد ما يجيء في سادس الباب في شرح قوله: «فمن وصف اللّه فقد حدّه».
(وَلَا تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ) ؛ جمع «سنة». ومضى في ثالث السادس ۱ ما يوضحه.
(سَبَقَ الْأَوْقَاتَ) ؛ بالنصب.
(كَوْنُهُ) ؛ بالرفع. والجملة استئناف ۲ بياني لقوله: «لا تضمنه الأوقات».
(وَالْعَدَمَ) ؛ بالنصب.
(وُجُودُهُ) ؛ بالرفع، أي سبق وجوده عدم نفسه؛ بمعنى أنّه لم يكن معدوما أصلاً. ۳(وَالِابْتِدَاءَ) ؛ بالنصب.
(أَزَلُهُ) ؛ بالرفع، أي لم يكن له ابتداء أصلاً. ۴(بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ) أي بخلقه المشاعر كالسمع والبصر بنفوذ الإرادة وقول «كُن» لا بآلة وحركة.
(عُرِفَ) ؛ بصيغة المجهول من باب ۵ ضرب. والمراد بالمعرفة هنا وفي نظائره تذكّر ما علم قبلُ بالبرهان والاعتراف به.

1.أي في الحديث ۳ من باب الكون والمكان .

2.في «أ» : - «استئناف» .

3.في «ج» : «بالرفع . المراد بالعدم هنا فقد المحتاج إليه قبل إعطاء الغير إيّاه ، وهو حال الممكنات . والمراد بالوجود هنا وجدان جميع صفات الكمال بالذات بدون تأثير ، لامن الذات ولا من غيره ، وهو حال الواجب بالذات» بدل «بالرفع أي سبق» إلى هنا .

4.في «ج» : «بالرفع . المراد بالابتداء إحداث أوّل الممكنات . والأزل بفتحتين القدم ، وهو دوام الكون في الماضي . وهذا إبطال لتوهّم أنّه لم يكن قبل حدوث العالم بقاء لشيء إلى غير النهاية في جانب الماضي» بدل «بالرفع ، أي لم يكن له ابتداء أصلاً» .

5.في «ج» : «في المواضع مجهول باب ضرب» بدل «بصيغة المجهول من باب ضرب» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71888
صفحه از 584
پرینت  ارسال به