37
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

ليس للتكلّف بل للمبالغة في تعلّم الطبّ . ۱(فَقَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ) . اسمه عبد الكريم، كان من تلامذة الحسن البصري، فانحرف عن التوحيد، فقيل له: تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة ؟ فقال : إنّ صاحبي كان مخلّطا، كان يقول طورا بالقدر، وطورا بالجبر، وما أعلمه اعتقدَ مذهبا دامَ عليه ، كما يجيء في «كتاب الحجّ» في أوّل «باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالكعبة» وهو الباب السادس . ۲(وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ) ؛ بضمّ الميم وفتح القاف وفتح الفاء المشدّدة . وابن المقفّع أوّل من اعتنى في بلاد الإسلام بترجمة كتب أرسطو وغيره المنطقيّة لأبي جعفر المنصور ، وهو فارسي النسب، وله تأليفات اُخرى . ۳(فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ : تَرَوْنَ هذَا الْخَلْقَ ؟ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى مَوْضِعِ الطَّوَافِ ـ) أي أشار إلى أهل الطواف جميعا .
(مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أُوجِبُ) ؛ بصيغة المتكلّم من باب الإفعال .
(لَهُ اسْمَ الْاءِنْسَانِيَّةِ إِلَا ذلِكَ الشَّيْخُ الْجَالِسُ ـ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام ـ فَأَمَّا الْبَاقُونَ فَرَعَاعٌ) ؛ كسحاب اسم جمع؛ أي الذين يخدمون بطعام بطونهم، ويتبعون كلّ أحد . ۴(وَبَهَائِمُ) في البلادة .
(فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : وَكَيْفَ أَوْجَبْتَ هذَا الِاسْمَ) أي اسم الإنسانيّة (لِهذَا الشَّيْخِ دُونَ هؤُلَاءِ ؟) . يشير إلى أنّه لا فرق بينه وبينهم .
(قَالَ : لِأَنِّي رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَا لَمْ أَرَهُ عِنْدَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : لَابُدَّ مِنِ اخْتِبَارِ مَا قُلْتَ فِيهِ) ؛ متعلّق بـ«قلت» . (مِنْهُ) ؛ متعلّق باختبار .

1.حكى عكس ذلك الزبيدي في تاج العروس ، ج ۲ ، ص ۱۷۹ (طبب) .

2.الكافي ، ج ۴ ، ص ۱۹۷ ، باب ابتلاء الخلق واختيارهم بالكعبة ، ج ۱ .

3.عيون الأنباء في طبقات الأطبّاء ، ص ۴۱۳ ؛ الأعلام للزركلي ، ج ۴ ، ص ۱۴۰ (ابن المقفع) .

4.اُنظر لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۱۲۸ (رعع) .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
36

ممسكا للسماء والأرض عن الزوال ؟ وهذا مأخوذ من قوله تعالى في سورة فاطر : «إِنَّ اللّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيما غَفُورا»۱ بأن يكون «زالتا» بمعنى لم يمسكهما؛ تعبيرا عن الملزوم باللازم .
(قَالَ الزِّنْدِيقُ : أَمْسَكَهُمَا اللّهُ رَبُّهُمَا وَسَيِّدُهُمَا . قَالَ : فَـآمَنَ الزِّنْدِيقُ) أي صرّح بكلمة الإيمان؛ لأنّه بلغ الدليل في الوضوح إلى هذا الحدّ الذي لا مجال للكلام عليه .
(عَلى يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ) ؛ هو ابن أعين : (جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ آمَنَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلى يَدَيْكَ فَقَدْ آمَنَ الْكُفَّارُ) . الجزاء محذوف اُقيم دليله مقامه ؛ أي فلا تَعجُّبَ؛ لأنّه قد آمن الكفّار (عَلى يَدَيْ أَبِيكَ) . يريد رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
(فَقَالَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ عَلى يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : اجْعَلْنِي مِنْ تَلَامِذَتِكَ) أي ممّن تفيدهم علم الدِّين .
(فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام : يَا هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، خُذْهُ إِلَيْكَ) ؛ أي ضمّه إليك .
(وَعَلِّمْهُ. فَعَلَّمَهُ هِشَامٌ ؛ وَكَانَ۲مُعَلِّمَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ مِصْرَ الْاءِيمَانَ ) . هذا كلام عليّ بن منصور .
(وَحَسُنَتْ طَهَارَتُهُ حَتّى رَضِيَ بِهَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ) . يمكن أن يكون من كلام عليّ، وأن يكون من كلام هشام .
الثاني : (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَسِّنٍ) . في كتب الرجال أحمد بن الحسن . ۳(الْمِيثَمِيِّ) ؛ بكسر الميم وسكون الخاتمة وفتح المثلّثة .
(قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مَنْصُورٍ الْمُتَطَبِّبِ) ؛ بصيغة اسم الفاعل من باب التفعّل ، قالوا:

1.فاطر (۳۵) : ۴۱ .

2.في الكافي المطبوع : «فكان» .

3.منتهى المقال ، ج ۱ ، ص ۲۴۲ ، الترجمة ۱۲۶ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 72069
صفحه از 584
پرینت  ارسال به