371
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الْوَلِيدِ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعِيسى شَلْقَانُ) ؛ بفتح المعجمة وسكون اللام والقاف. والشلق ـ بفتح الشين وسكون اللام ـ : الضرب بالسوط وغيره، والجماع وخرق الاُذن طولاً. 1 (عَلى أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام فَابْتَدَأَنَا، فَقَالَ: عَجَبا) ؛ بفتحتين، مصدر باب علم، وهو مفعول مطلق لفعل محذوف؛ أي عجبت عجبا.
(لِأَقْوَامٍ يَدَّعُونَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ قَطُّ) ؛ كأنّهم ادّعوا عليه ما يوافق زعم بعض الفرق المخالفين من الفلاسفة الزنادقة والصوفيّة الشطحيّة والمعتزلة القدريّة والأشاعرة الصفاتيّة الجبريّة ونحوهم؛ كرواية الصوفيّة أنّه عليه السلام قال: «كان اللّه ولم يكن معه شيء والآن كما كان» 2 وكحملهم ما مضى في أوّل الثالث 3 من قوله: «اعرفوا اللّه باللّه »، وما مضى في ثالثه: 4 «إنّ اللّه جلّ جلاله أجلّ وأكرم من أن يُعرف بخلقه»، على أنّ طريقة الأولياء الاستشهاد بالصانع على المصنوع، لا العكس، وبيّنّا حقّ معناهما.
(خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام النَّاسَ بِالْكُوفَةِ) . استئنافٌ لبيان بطلان ادّعائهم.
(فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ، وَفَاطِرِهِمْ عَلى مَعْرِفَةِ رُبُوبِيَّتِهِ) . ردٌّ على القدريّة في إنكارهم التوفيق والخذلان. ويجيء بيانه في رابع «باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين».
والإلهام: إلقاء تصوّر الشيء في القلب، والمراد به هنا التوفيق.
والمراد ب«عباده»: المخلصون، كما في قوله تعالى في سورة الفرقان: «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنا» 5 الآيات.

1.تاج العروس ، ج ۳ ، ص ۲۵۲ (شلق) .

2.حكاه محمّد بن حمزة الفناري في كتاب مصباح الاُنس بين المعقول والمشهود ، ص ۱۷۹ و ۳۵۲ ، وحكاه صدر الدين الشيرازي في الحكمة المتعالية ، ج ۷ ، ص ۳۵۰ ، عن أبي القاسم الجنيد البغدادي .

3.أي في الحديث ۱ من باب أنّه لا يعرف إلّا به .

4.أي في الحديث ۳ من باب أنّه لا يعرف إلّا به .

5.الفرقان (۲۵) : ۶۳ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
370

قدرته قبل وقت الفعل بخلاف قدرة العباد، كما سيجيء في ثاني «باب الاستطاعة».
(وَإِلها إِذْ لَا مَأْلُوهَ) . «إله» فعال بمعنى فاعل؛ من ألههم كنصر؛ أي استحقّ عبادتهم، وإطلاقه على الصنم بزعم من يعبده.
والمراد بالمألوه العابد، باعتبار أنّ عبادته مستحقّة بالفتح.
وفي الصحيفة الكاملة في دعاء يوم عرفة: «ربّ الأرباب، وإله كلّ مألوه». 1 وإنّما لم يقل «إذ لا بدعا» للإزدواج مع سابقه ولاحقه.
ومعنى استحقاقه العبادة قبل وجود العابد أنّ العابد في زمان عبادته يسبّحه ويقدّسه وينزّهه، لا باعتبار هذا الوقت فقط، كما في مدحنا للعباد بعد صدور فعل حسن عنهم، بل يسبّحه ويقدّسه وينزّهه عن النقص أزلاً وأبدا في ذاته وأفعاله وتروكه؛ إذ ليس الترك حينئذٍ إلّا حسنا موافقا للمصلحة. وقيل: إذ لا مألوه أي لم يحصل العبادة بعد، ولم يخرج وصف المعبوديّة من القوّة إلى الفعل. انتهى. 2
ويحتمل أن يُراد بالمألوه المعبود؛ أي كان معبودا إذ لا معبود غيره، وهو قبل خلق بني آدم، وحين كان يعبده الملائكة وحده.
ويحتمل أن يُراد أنّه كان قادرا على خلق العابدين وأمرهم بالعبادة بالاستحقاق، ولم تكن له حالة منتظرة يتوقّف عليها فعله، بل إنّما اُجّل للعلم بالمصلحة.
(وَعَالِما إِذْ لَا مَعْلُومَ) . يدلّ على ثبوت المعدومات في الخارج؛ لبداهة أنّ العلم بلا شيء محضٍ محالٌ.
(وَسَمِيعا إِذْ لَا مَسْمُوعَ) . السميع من صفات الذات، والسامع من صفات الأفعال، فيتقدّم الأوّل على الثاني.
الخامس: (عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ـ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ

1.الصحيفة السجّادية (أبطحي) ، ص ۳۱۶ ، دعاء عرفة ، وفي الطبعة الاُخرى ، ص ۲۴۴ .

2.في حاشية «أ» : «ام ن (منه)» والظاهر أنّ المراد منه محمّد أمين الإسترابادي في حاشيته، وقال به أيضا الطريحي في مجمع البحرين ، ج ۱ ، ص ۹۵ (أله) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71580
صفحه از 584
پرینت  ارسال به