373
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(الْمُسْتَشْهِدِ بِآيَاتِهِ عَلى قُدْرَتِهِ، الْمُمْتَنِعَةِ مِنَ الصِّفَاتِ ذَاتُهُ) . ردٌّ على الشطحيّة في قولهم: إنّ طريقة الأولياء الاستشهاد بالصانع على المصنوع لا العكس، وعلى بعض المعتزلة حيث خصّصوا قدرته تعالى، ۱ وعلى الأشاعرة في تجويزهم أن يكون اللّه تعالى مرئيّا حقيقةً. ۲
والآيات: الاُمور العظيمة كالسماء والأرض، وكخوارق العادة، فإنّه يعلم بها أنّ فاعلها لا نقص فيه أصلاً. وإضافة القدرة للعهد؛ أي القدرة على كلّ شيء، قال تعالى في سورة الطلاق: «اللّهُ الَّذِى خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» . ۳
وأصل الامتناع: الإباء الاختياري، والمراد هنا عدم القابليّة عقلاً.
والمراد بالصفات: أنواع البيان، وبذاته: كنه حقيقته، أو قدر عظمته. أو المراد بالصفات: الاُمور ۴ الموجودة في أنفسها في الخارج، القائمة بغيرها وبذاته نفسه. وحينئذٍ يكون ردّا على القائلين بالمعاني القديمة كالأشاعرة.
(وَمِنَ الْأَبْصَارِ رُؤْيَتُهُ) . ردٌّ على الأشاعرة في الرؤية. والأبصار بفتح الهمزة جمع بصر: حسّ العين، يعني إنّما رؤيته بمعنىً مجازي، وهو معرفة القلوب إيّاه بحقائق الإيمان بشهادة آثاره تعالى.
(وَمِنَ الْأَوْهَامِ الْاءِحَاطَةُ بِهِ) . ردٌّ على الشطحيّة في قولهم: إنّ مراتب النفس الناطقة أربع: العقل الهيولاني، والعقل بالملكة، والعقل المستفاد، والعقل بالفعل، وفي آخر المراتب يحصل له العلم بكلّ شيء تفصيلاً. ۵

1.حكاه عنهم ابن ميثم في قواعد المرام في علم الكلام ، ص ۹۶ ؛ والعلّامة في شرح التجريد (الزنجاني) ، ص ۳۰۸ ، وفي طبعة الآملي ، ص ۳۹۵ .

2.حكاه عنهم الرازي في المطالب العالية في العلم الإلهي ، ج ۲ ، ص ۸۱ ؛ والعلّامة في معارج الفهم ، ص ۳۳۲ .

3.الطلاق (۶۵) : ۱۲ .

4.في «ج» : + «الخارجة» .

5.في حاشية «أ» : «قاله الشيخ ميثم البحراني في أوائل شرح نهج البلاغة» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
372

والفطر بالفتح: الابتداء، و«على» نهجيّة والمعرفة: التصديق؛ أي على ما يفضي إلى معرفتهم.
والربوبيّة بضمّ المهملة وشدّ الخاتمة: المالكيّة لكلّ شيء؛ أي كون أزمّة الاُمور جميعا بيده تعالى. والإضافة للعهد.
(الدَّالِّ عَلى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلى أَزَلِهِ، وَبِإشْبَاهِهِمْ۱عَلى أَنْ لَا شِبْهَ لَهُ ) . ردٌّ على الشطحيّة في إنكارهم وجود غيره تعالى، ۲ وفي الفقرة الثانية تعريض بالفلاسفة القائلين بأزليّة بعض الممكنات ۳ . ۴
والدلالة هنا بالمعنى اللغوي، وهو أعمّ من الاستشهاد، ومن التذكير المقتضي للاعتراف.
والمراد بالخلق المخلوق، أي ما يدبّره كلّ يوم وليلة من الاُمور، كالحياة والموت والمرض والشفاء، فإنّه يتذكّر به وجوده تعالى.
وحدوث الخلق تجدّده يوما فيوما وليلةً فليلة.
والأزل بفتحتين: الامتداد الغير المتناهي المنتزع من موجود لا أوّل له، أو القِدم، وتذكير الأزل ۵ بالحدوث لأنّ أحد الضدّين يذكّر الضدّ الآخر.
والإشباه بكسر الهمزة: المشابهة، والضمير للخلق باعتبار اشتماله على أفراد الإنسان. والشبه بالكسر وبفتحتين: المشابة؛ ۶ أي وبكون بعضهم ندّا لبعض، أو كفوا كالوالد والولد، أو كالذكر والاُنثى، يتذكّر أن لا ندّا ولا كفوا للّه تعالى. وهذا أيضا من تذكير الضدّ بالضدّ.

1.في الكافي المطبوع : «وباشتباههم» .

2.منهم عبد الغني النابلسي صاحب القصيدة الشطحيّة ، والقصيدة منقولة في مواقف الشيعة ، ج ۳ ، ص ۲۷۹ ؛ أعيان الشيعة ، ج ۲ ، ص ۱۲۲ .

3.في «أ» : «كما يظهر في شرح قوله : والربّ من المربوبين» بدل «القائلين بأزليّة بعض الممكنات» .

4.اُنظر شرح الإشارات ، ج ۳ ، ص ۱۳۱ ؛ تهافت الفلاسفة ، ص ۵۰ ؛ المطالب العالية في العلم الإلهي ، ج ۴ ، ص ۴۶ ؛ أنوار الملكوت ، ص ۳۹ .

5.فى «ج»: «الأوّل».

6.في «أ» : «المثابة» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71531
صفحه از 584
پرینت  ارسال به