جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ». ثُمَّ زَادَ فِيهِ) . إلى هنا كلام عليّ بن محمّد المذكور في صدر سند الحديث السابق.
(أَوَّلُ الدِّيَانَةِ بِهِ) أي أوّل الإيمان باللّه . والمراد بالأوّل هنا الجزء الذي يتوقّف عليه سائر الأجزاء.
(مَعْرِفَتُهُ) أي الاعتراف والتصديق بوجود اللّه . أي بأنّ في الوجود إلها يستحقّ عبادة كلّ من سواه، ولا يستحقّ غيره عبادته.
(وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ تَوْحِيدُهُ) . كمال الشيء: القدر المشترك بين جزئه الأخير، ولازمه البيّن اللزوم وما لا ينتفع بالشيء إلّا به. والتوحيد: الاعتراف بأن لا إله إلّا اللّه .
(وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ) . اللام للعهد الخارجي، والمراد الصفات الموجودة في أنفسها في الخارج، وهي المعاني القديمة التي يثبتها الأشعريّة.
ولا ينافي ذلك صحّة وصفه بصفات هي في أذهاننا، كما مضى بيانه في أوّل الخامس، 1 وكما فيما يجيء من قوله: «وكذلك يوصف ربّنا». 2 (بِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ) . المراد بالشهادة شهادة الحال، والمراد بالغير المستقلّ بوجود على حدة يحتاج بسببه إلى فاعل على حدة إن لم يكن واجب الوجود لذاته، ويقابله العين بالمعنى المشهور في نحو العلم والقدرة والحياة من صفات ذاته تعالى أنّها عين ذاته تعالى بمعنى أنّه لا يحتاج انتزاعها عنه تعالى وحملها عليه تعالى إلى مصداق ومصحّح للانتزاع، والحمل موجود في نفسه في الخارج إلّا ذاته تعالى.
(وَشَهَادَةِ الْمَوْصُوفِ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ) . في نهج البلاغة: «وشهادة كلّ موصوف» إلى آخره. 3
وذكر هذه الفقرة إمّا لأنّه ليس المراد بالغير هنا معناه اللغويَّ حتّى يكون صدق