389
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

منتهى وجود العالم، أو ۱ غاية هي مبدأ إعادة العالم، ويكون أوّليّته قبل آخريّته؛ بل المراد بأوّليّته وآخريّته شيء واحد هو عدم تغيّره من حالٍ إلى حال.
وفي نهج البلاغة من خطبةٍ له عليه السلام : «الحمد للّه الذي لم يسبق له حال حالاً، فيكون أوّلاً قبل أن يكون آخرا» ۲ إلى آخره. وفيه في خطبةٍ أوّلها: «ما وحّده مَن كيّفه»: «وأنّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده، لا شيء معه، كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها» إلى قوله: «ثمّ يعيدها بعد الفناء». ۳(الَّذِي لَمْ يَسْبِقْهُ وَقْتٌ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ زَمَانٌ، وَلَا يَتَعَاوَرُهُ) . التعاور: التداول والتناوب؛ من العارية. ۴(زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ، وَلَا يُوصَفُ بِأَيْنٍ)۵ أي بما يُقال في جواب السؤال بأين.
(وَلَا بِمَ) أي ولا بما يقال في جواب السؤال بما هو.
(وَلَا مَكَانٍ)۶ أي ولا بمكان مطلقا وإن لم يكن مكانا معلوما لأحد. ۷(الَّذِي بَطَنَ مِنْ خَفِيَّاتِ الْأُمُورِ) أي ذاته ومائيّته أبطن من كلّ باطن ليس من جنس خفيّات الاُمور، بل هو غائبٌ عنها أيضا.
(وَظَهَرَ) وجوده (فِي الْعُقُولِ بِمَا يُرى) ؛ بصيغة المجهول من باب منع. ۸(فِي خَلْقِهِ مِنْ عَلَامَاتِ التَّدْبِيرِ، الَّذِي سُئِلَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَنْهُ) أي عن مائيّته.
(فَلَمْ تَصِفْهُ بِحَدٍّ) أي بتمام مائيّته.

1.نهج البلاغة ، ص ۲۷۲ ، الخطبة ۱۸۶ .

2.في «ج» : «و» .

3.نهج البلاغة ، ص ۹۶ ، الخطبة ۶۵ .

4.لسان العرب ، ج ۴ ، ص ۶۱۹ (عور) .

5.في «ج» : + «بفتح الهمز وكسرها وسكون الخاتمة وتنوين أي بحين أو بفتح الهمز وفتح النون» . وفي حاشية «أ» : «قوله بأين أي بحين وزمان ، بقرينة مقابلته بمكان ، كما تقدّم في شرح ثاني باب الكون والمكان (مهدي)» .

6.في «ج» : + «بالميم الزائدة» .

7.في «ج» : + «وبالميم الأصليّة ، أي ولا بمنزلة عند من هو أعلى منه ، كما توهّمه الفلاسفة الزنادقة في العقول» .

8.في «ج» : «مجهول باب منع» بدل «بصيغة المجهول من باب منع» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
388

النَّاسُ مِنْ حُسْنِ صِفَتِهِ وَمَا ذَكَرَهُ مِنْ تَعْظِيمِ اللّهِ جَلَّ جَلَالُهُ؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: فَقُلْتُ لِلْحَارِثِ: أَ وَمَا حَفِظْتَهَا؟) . الواو للعطف على مقدّر؛ أي أخَطَب مثل هذه الخطبة وما حفظتها؟ أو أما كتبتها وما حفظتها؟
(قَالَ: قَدْ كَتَبْتُهَا، فَأَمْلَاهَا عَلَيْنَا) أي قرأ علينا لنكتبه.
(مِنْ كِتَابِهِ: الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَلَا يَنْقَضِي 1 عَجَائِبُهُ؛ لِأَنَّهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ مِنْ إِحْدَاثِ بَدِيعٍ لَمْ يَكُنِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ؛ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكا) . فتح الراء أقرب معنى، وكسرها أقرب لفظا للازدواج مع قوله: هالكا.
(وَلَمْ يُولَدْ؛ فَيَكُونَ مَوْرُوثا هَالِكا) أي بالإمكان.
(وَلَمْ تَقَعْ عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ) بالإدراك الجزئي.
(فَتُقَدِّرَهُ شَبَحا مَاثِلاً) . الشبح بفتح المعجمة وفتح الموحّدة ومهملة: سواد الإنسان وغيره تراه من بعد. 2 والماثل بكسر المثلّثة: القائم كالمنارة والطلول 3 ونحوها؛ 4 أي جسما ممتازا عن سائر الأجسام.
(وَلَمْ تُدْرِكْهُ الْأَبْصَارُ؛ فَيَكُونَ بَعْدَ انْتِقَالِهَا حَائِلاً) . الحائل بالمهملة وكسر الهمزة: المتغيّرُ من حال إلى حال؛ أي فيمكن أن لا يكون باقيا على ما أدركته الأبصار عليه.
(الَّذِي لَيْسَتْ فِي أَوَّلِيَّتِهِ نِهَايَةٌ ، وَلَا لِاخِرِيَّتِهِ حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ) . تفسيرٌ لقوله تعالى في سورة الحديد: «هُوَ الْأَوَّلُ وَالْاخِرُ» 5 بأنّه ليس المراد بأوّليّته وجودَه قبل وجود العالم، وبآخريّته وجودَه بعد فناء العالم قبل أن يعاد، فإنّ ذلك يوهم عدم وجوده مع وجود العالم، فيكون أوّليّته منتهيةً إلى نهاية هي مبدأ وجود العالم، ويكون لآخريّته حدّ هو

1.في الكافي المطبوع : «ولا تنقضي» .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ (شبح) .

3.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۸۱۶ ؛ لسان العرب ، ج ۱۱، ص ۶۱۴ (مثل) .

4.في «ج» : - «ونحوها» .

5.الحديد (۵۷) : ۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55568
صفحه از 584
پرینت  ارسال به