395
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

والضمير للّه ، أو حال عن اللّه ، والضمير للنبيّ، وكذا قوله:
(وَهَادِيا إِلَيْهِ، فَهَدى) أي اللّه (بِهِ) ؛ أي بالرسول (مِنَ الضَّلَالَةِ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ) ؛ ذلك بسبب ترادف الألطاف والتوفيقات، وكثرة أهل الحقّ بسببه، وليس المراد أنّه لم يكن قبل بعثته شرع وتكليف، فإنّ أهل الحقّ في شرع من قبلنا كانوا حينئذٍ أيضا على الحقّ وإن كانوا قليلين.
(«مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزا عَظِيما»۱وَنَالَ ثَوَابا جَزِيلاً؛ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانا مُبِينا، وَاسْتَحَقَّ عَذَابا أَلِيما، فَأَنْجِعُوا) ؛ بالنون والجيم والمهملة، بصيغة الأمر من باب ۲ الإفعال، يُقال: أنجع أي أفلح. والفاء للتفريع إشارة إلى ما في قوله تعالى: «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۳ .
(بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ) أي يجب عليكم حقّا. والحقّ: الثابت.
(مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ) لاُولي الأمر (وَإِخْلَاصِ النَّصِيحَةِ) .
أصل النصح في اللغة: الخلوص؛ يُقال: نصحته ونصحت له. ۴ ومعنى النصيحة لاُولي الأمر أن يطيعهم حقّ الإطاعة. ويجيء في «كتاب الحجّة» في أحاديث «باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمّة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟». ۵ فإخلاص النصيحة جعل نصيحة اُولي الأمر لمحض رضا اللّه ، لا للدنيا؛ أو هو مبالغة فيها.
(وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ ) . هي المعاونة وتحمّل الثقل. والوزر بالكسر: الحمل والثقل. ويسمّى الذنب وزرا لأنّه يُثقل ظهر المذنب. ۶(وَأَعِينُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي ذلّلوا أنفسكم لترك العتوّ واتّباع الهوى. وفي الدعاء: «ربِّ

1.الأحزاب (۳۳) : ۷۱ .

2.في «ج» : «أمر باب الإفعال» بدل «بصيغة الأمر من باب الإفعال» .

3.النساء (۴) : ۵۹ .

4.لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۵ (نصح) .

5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۳ .

6.لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۲ (وزر) .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
394

لَامِسَةٌ، وَلَا تَحُسُّهُ حَاسَّةٌ «وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ» 1 أَتْقَنَ مَا أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَشْبَاحِ) أي الأجسام.
(كُلِّهَا) . فيه دلالة على بطلان المجرّدات.
(لَا بِمِثَالٍ سَبَقَ إِلَيْهِ) . الضمير المستتر للمثال، والبارزُ للّه .
(وَلَا لُغُوبٍ) ؛ بضمّ اللام والمعجمة والموحّدة مصدر باب منع وعلم وحسن: التعب والإعياء.
(دَخَلَ عَلَيْهِ فِي خَلْقِ مَا خَلَقَ لَدَيْهِ) أي لدي الخلق.
(ابْتَدَأَ مَا أَرَادَ ابْتِدَاءَهُ، وَأَنْشَأَ مَا أَرَادَ إِنْشَاءَهُ عَلى مَا أَرَادَ) ؛ من الصفات والوقت.
(مِنَ الثَّقَلَيْنِ: الْجِنِّ وَالْاءِنْسِ؛ لِيَعْرِفُوا بِذلِكَ) أي بأنّهم على ما أراد اللّه ، لا على ما أرادوا.
(رُبُوبِيَّتَهُ، وَتَمَكَّنَ) ؛ بصيغة المضارع المعلوم للغائبة، من باب التفعّل 2 بحذف إحدى التاءين، منصوب.
(فِيهِمْ طَاعَتُهُ، نَحْمَدُهُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ) . جمع «مِحمَد» بكسر الميم الاُولى وفتح الثانية: ما يحمد به من صفات الكمال.
(كُلِّهَا) . لا يمكن ذلك في اللّه تعالى إلّا على طريق الإجمال.
(عَلى جَمِيعِ نَعْمَائِهِ) . النعمة بالكسر: ما أنعم اللّه به عليك، وكذلك النُعمى بالضمّ والقصر، فإن فتحت النون مددت قلت: النعماء. 3 (كُلِّهَا، وَنَسْتَهْدِيهِ لِمَرَاشِدِ أُمُورِنَا) . المراشد: مقاصد الطرق؛ أي الطرق المستقيمة التي فيها الرشد والوصول إلى البغية، والطريق الأرشد أي الأقصد.
(وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، وَنَسْتَغْفِرُهُ لِلذُّنُوبِ الَّتِي سَبَقَتْ مِنَّا، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّا دَالًا عَلَيْهِ) ؛ صفة «نبيّا» أو حال اُخرى.

1.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .

2.في «ج» : «مضارع معلوم غائبة باب التفعّل» بدل «بصيغة المضارع المعلوم للغائبة من باب التفعّل» .

3.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۴۱ ؛ لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۵۸۰ (نعم) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55472
صفحه از 584
پرینت  ارسال به