والضمير للّه ، أو حال عن اللّه ، والضمير للنبيّ، وكذا قوله:
(وَهَادِيا إِلَيْهِ، فَهَدى) أي اللّه (بِهِ) ؛ أي بالرسول (مِنَ الضَّلَالَةِ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ) ؛ ذلك بسبب ترادف الألطاف والتوفيقات، وكثرة أهل الحقّ بسببه، وليس المراد أنّه لم يكن قبل بعثته شرع وتكليف، فإنّ أهل الحقّ في شرع من قبلنا كانوا حينئذٍ أيضا على الحقّ وإن كانوا قليلين.
(«مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزا عَظِيما»۱وَنَالَ ثَوَابا جَزِيلاً؛ وَمَنْ يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانا مُبِينا، وَاسْتَحَقَّ عَذَابا أَلِيما، فَأَنْجِعُوا) ؛ بالنون والجيم والمهملة، بصيغة الأمر من باب ۲ الإفعال، يُقال: أنجع أي أفلح. والفاء للتفريع إشارة إلى ما في قوله تعالى: «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۳ .
(بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ) أي يجب عليكم حقّا. والحقّ: الثابت.
(مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ) لاُولي الأمر (وَإِخْلَاصِ النَّصِيحَةِ) .
أصل النصح في اللغة: الخلوص؛ يُقال: نصحته ونصحت له. ۴ ومعنى النصيحة لاُولي الأمر أن يطيعهم حقّ الإطاعة. ويجيء في «كتاب الحجّة» في أحاديث «باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمّة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟». ۵ فإخلاص النصيحة جعل نصيحة اُولي الأمر لمحض رضا اللّه ، لا للدنيا؛ أو هو مبالغة فيها.
(وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ ) . هي المعاونة وتحمّل الثقل. والوزر بالكسر: الحمل والثقل. ويسمّى الذنب وزرا لأنّه يُثقل ظهر المذنب. ۶(وَأَعِينُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) أي ذلّلوا أنفسكم لترك العتوّ واتّباع الهوى. وفي الدعاء: «ربِّ
1.الأحزاب (۳۳) : ۷۱ .
2.في «ج» : «أمر باب الإفعال» بدل «بصيغة الأمر من باب الإفعال» .
3.النساء (۴) : ۵۹ .
4.لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۶۱۵ (نصح) .
5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۳ .
6.لسان العرب ، ج ۵ ، ص ۲۸۲ (وزر) .