ومنها سورة الفاتحة وهي سبع آيات.
وقال عليّ بن إبراهيم في تفسير آية سورة الحجر: «وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ»۱ ؛ يعني فاتحة الكتاب. ۲
فيمكن أن يكون المراد بهذا الحديث نحن المذكورون في قوله تعالى في سورة الفاتحة: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ»۳ ، وصراطنا الصراط المستقيم. أو المراد نحن شروط الثناء على اللّه في الآيات المثاني، ولولا الاعتراف بإمامتنا لم يقبل الثناء على اللّه عزّ وجلّ، نظير ما يجيء في رابع الباب: «نحن واللّه الأسماء الحسنى»، ونظير ما يجيء في أوّل أوّل «كتاب فضل القرآن» في تفسير قوله تعالى في سورة العنكبوت: «إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللّهِ أَكْبَرُ»۴ : «نحن ذكر اللّه ونحن أكبر ۵ ». ۶
وقال ابن بابويه في توحيده في «باب في تفسير قول اللّه عزّ وجلّ: «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَا وَجْهَهُ»۷ »: «معنى قوله عليه السلام : نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبيّ صلى الله عليه و آله إلى القرآن،
1.القصص (۲۸) : ۸۸ .
2.الحجر (۱۵) : ۸۷ .
3.تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۷۷ .
4.الفاتحة (۱) : ۵ ـ ۶ .
5.العنكبوت (۲۹) : ۴۵ .
6.في «ج» : بدل قوله : «وليس فيها أمر ولا نهي صريحا ، إلى هنا يوجد قوله : «لما فيهنّ من التوحيد الحقيقي ، وهنّ الآيات البيّنات المحكمات الناهية عن اتّباع الظنّ والاختلاف عن ظنّ ؛ فإنّ المتغافل عين المتعامي عنهنّ مشترك حقيقة كشرك الذين اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون اللّه ؛ والمقصود أنّه لولا نحن لما أنزل اللّه المثاني على نبينا صلى الله عليه و آله كما في آية سورة الزمر : «اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَـبًا مُّتَشَـبِهًا مَّثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ» ؛ وفي سورة الرعد : «الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ تَطْمَـئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَـئنُّ الْقُلُوبُ » ؛ وفي سورة العنكبوت : «إِنَّ الصَّلَوةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَآءِ وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ» . ويجي في أول «كتاب فضل القرآن» . فالنهي كلام والفحشاء والمنكر رجال ونحن ذكر اللّه ونحن أكبر . والمراد أنّ الصلاة باعتبار اشتمالها على فاتحة الكتاب التي هي سبع من المثاني تنهى عن اتّباع أئمّة الضلالة الذين غاية دعواهم اتّباع الظنّ والاجتهاد والعدول عن الصراط المستقيم» .
7.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۹۸ ، كتاب فضل القرآن ، ح ۱ .