407
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

والتراخي بالنسبة إلى ما في سورة الأعراف، فإنّ نزول سورة البقرة قبل نزول سورة المائدة.
(ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ) أي ذكر اللّه في سورة النساء مثل ما في سورة المائدة في قوله: «أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ» . ۱ والتراخي بالنسبة إلى ما في سورة البقرة، أو إلى ما في سورة المائدة أيضا، فإنّ نزول سورة النساء قبل نزول سورة المائدة في رواية، وبعدها في رواية اُخرى رواهما صاحب مجمع البيان في تفسير سورة الإنسان. ۲
والحاصل أنّ نسبة اللّه تعالى المظلوميّة إلى نفسه في سورتي الأعراف والبقرة مبنيّة على خلطنا بنفسه؛ نظير أنّ إثباته الولاية لنفسه ولرسوله في سورة المائدة، وأمره تعالى بإطاعة اللّه وإطاعة رسوله في سورة النساء مبنيّان على خلطنا بنفسه وبرسوله، فإنّ إثباته الولاية لنفسه ولرسوله في القرآن كتحصيل الحاصل، وكذا أمره بإطاعة نفسه وإطاعة رسوله.
فمراده تعالى تأكيد الأمر باتّباع اُولي الأمر بأنّ ولاية اُولي الأمر بعد الرسول ولاية اللّه وولاية رسوله، وإطاعة اُولي الأمر ۳ بعد الرسول إطاعة اللّه وإطاعة رسوله.
وإنّما خصَّ بالذكر الخلطَ في إثبات الولاية والخلط في الأمر بالإطاعة لأنّهما مقتضيان للخلط في المظلوميّة في سورة إنكار الولاية وترك الإطاعة.

1.النساء (۴) : ۵۹ .

2.مجمع البيان ، ج ۱۰ ، ص ۲۱۱ .

3.في «ج» : - «بأنّ ولاية اُولي الأمر» إلى هنا.


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
406

أي رسوله.
الحادي عشر: (بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بِشْرٍ) ؛ بكسر الموحّدة، وسكون المعجمة، والمهملة.
(عَنْ مُوسَى بْنِ قَادِمٍ) ؛ بالقاف، وكسر المهملة.
(عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) في سورة الأعراف، وهي مكيّة:
(«وَ مَا ظَـلَمُونَا وَ لَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ»۱). يُقال: ظلمه حقَّه: إذا أخذه جبرا. وأصله وضع الشيء في غير موضعه. ومعنى الكلام: أنّهم ظلمونا ولكن كان ظلمهم إيّانا راجعا في الحقيقة إلى ظلمهم أنفسهم؛ لأنّ دائرته ترجع إليهم.
(قَالَ: إِنَّ اللّهَ تَعَالى أَعْظَمُ وَأَعَزُّ وَأَجَلُّ وَأَمْنَعُ مِنْ أَنْ يُظْلَمَ)
؛ بصيغة المجهول.
(وَلكِنَّهُ خَلَطَنَا بِنَفْسِهِ) أي جعل الأمر المنسوب إلينا منسوبا إلى نفسه من باب المجاز في الإسناد؛ أو المراد أنّه أدخلنا مع نفسه في ضمير المتكلِّم مع الغير.
(فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ، وَوَلَايَتَنَا وَلَايَتَهُ) . الولاية بفتح الواو وكسرها: السلطان والنصرة، أي حكومتنا وتولّينا لأمر الإمامة حكومته.
(حَيْثُ يَقُولُ) في سورة المائدة، وهي مدنيّة:
(«إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ»۲) أي الحاكم عليكم هؤلاء. لمّا كان حكومة الرسول والأئمّة بأمر اللّه خلط نفسه بهم.
(يَعْنِي) من الذين آمنوا (الْأَئِمَّةَ مِنَّا) : من أهل البيت.
(ثُمَّ قَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ:«وَمَا ظَلَمُونَا وَلكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»۳) أي قال في سورة البقرة، وهي مدنيّة.

1.الأعراف (۷) : ۱۶۰ .

2.المائدة (۵) : ۵۵ .

3.البقرة (۲) : ۵۷ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55488
صفحه از 584
پرینت  ارسال به