41
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(فَقَدْ سَلِمُوا وَعَطِبْتُمْ) ؛ بصيغة المعلوم من باب علم . والعطب بفتحتين: الهلاك .
(وَإِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى مَا تَقُولُونَ) من أنّه ليس للعالم صانع .
(ـ وَلَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ ـ) . استعملَ هنا الكاف بدل «على» لإفادة أنّ الحقّ لا يشبه قول الزنادقة أصلاً .
(فَقَدِ اسْتَوَيْتُمْ ، وَهُمْ. فَقُلْتُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللّهُ) . هذا على عادة أهل الزمان، وقد يصدر عن الجاحد للّه تعالى ، ويجيء مثله في الحديث الآتي .
(وَأَيَّ شَيْءٍ نَقُولُ ؟ وَأَيَّ شَيْءٍ يَقُولُونَ ؟ مَا قَوْلِي وَقَوْلُهُمْ إِلَا وَاحِدا) . نصب خبر «ما» مع انتقاض النفي ب«إلّا» ممّا جوّزه يونس 1 من النحاة وأنشد :

وما الدهر إلّا منجنونا 2 بأهلهوما صاحب الحاجات إلّا مُعذّبا 3
وجوّزه الفرّاء بشرط كون الخبر وصفا . وفي «باب القدرة» من التوحيد لابن بابويه «واحد» بالرفع. 4 أنكر الزنديق إنكاره 5 للصانع .
(فَقَالَ : وَكَيْفَ يَكُونُ قَوْلُكَ وَقَوْلُهُمْ وَاحِدا وَهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ لَهُمْ مَعَادا وَثَوَابا وَعِقَابا ، وَيَدِينُونَ) أي وذلك مبنيّ على أنّهم يدينون (بِأَنَّ فِي السَّمَاءِ 6 إِلها) .
«في» هنا للظرفيّة المجازيّة، نحو قوله : «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلَا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» 7 ، ونحو : اللّهُمَّ احفظني في أهلي ؛ أو للمصاحبة، وهي التي تحسن في موضعها «مع» نحو : «قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ» ، 8 أي مع اُمم ونحو : «فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ

1.هو يونس بن حبيب اللغوي، كان عثماني الهوى كما في أمالي الشيخ الطوسي ص ۶۰۸ ، ح ۴ سؤال يونس النحوي من الخليل بن أحمد عن عليّ . وانظر قاموس الرجال ، ج ۱۱ ، ص ۱۶۴ .

2.المنجنون : الدولاب يستقى عليه ، أو المحالة يسنى عليها . القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۷۰ (جنن) .

3.حكاه الرضي في شرحه على الكافية ، ج ۲ ، ص ۱۸۷ ؛ عمدة القاري ، ج ۹ ، ص ۲۸۳ .

4.التوحيد ، ص ۱۲۷ ، باب القدرة ، ح ۴ .

5.في حاشية «أ» : «إنكاره مفعول به لأنكر» .

6.في حاشية «أ» : وفي باب القدرة من كتاب التوحيد «للسماء» بدل «في السماء» .

7.الشورى (۴۲) : ۲۳ .

8.الأعراف (۷) : ۳۸ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
40

الْعَوْجَاءِ ، قَالَ : وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْمُقَفَّعِ) .
الويل: الموت فجأةً، وهو منصوب بإضمار حرف النداء ، وهذا دعاء على المخاطب ، وقد يَرِد للتعجّب، نحو : ويل اُمِّه مِسْعرَ 1 حَربٍ؛ تعجّبا من شجاعته وجرأته وإقدامه، ونصب «مسعر» على التمييز .
(مَا هذَا بِبَشَرٍ) ؛ تعجّبٌ من تفرّسه وإحاطته عليه السلام بأنواع الأدلّة .
(وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا) أي في الجسمانيّات .
(رَوحَانِيٌّ) ؛ 2 بفتح الراء أو بضمّها نسبةً إلى الروح بضمّ الراء . والمراد عقل مجرّد من جملة العقول العشرة التي تُثبِتها الزنادقة وتعتقد ثبوت صور جميع الكائنات فيها . 3 (يَتَجَسَّدُ) أي يتعلّق بالبدن .
(إِذَا شَاءَ ظَاهِرا) ؛ مفعول به ل«شاء» أو حال مؤكّدة عن فاعل «يتجسّد ».
(وَيَتَرَوَّحُ) أي يقطع التعلّق عن البدن .
(إِذَا شَاءَ بَاطِنا ، فَهُوَ هذَا ، قَالَ 4 لَهُ : وَكَيْفَ ذلِكَ ؟ فَقَالَ 5 : جَلَسْتُ إِلَيْهِ) ؛ متعلّق ب«جلست» لتضمينه معنى «توجّهت ».
(فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ غَيْرِي ، ابْتَدَأَنِي ، فَقَالَ : إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى) أي مبنيّا على (مَا يَقُولُ هؤُلَاءِ) من أنّ للعالم صانعا. هذا إلى آخره ردّ لقوله: «ما منهم أحدٌ اُوجِب له اسم الإنسانيّة» .
(وَهُوَ) أى هض?ر (عَلى مَا يَقُولُونَ ) . الجملة معترضة بين الشرط والجزاء .
(يَعْنِي أَهْلَ الطَّوَافِ) . كلام ابن أبي العوجاء، وهو لتفسير «هؤلاء» وضمير «يقولون ».

1.والمسعر : موقد نار الحرب. القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۴۸ (سعر) .

2.في الكافي المطبوع : «رُوحاني» بضمّ الراء .

3.العقول العشرة فرضية فرضها المشّاؤون لتصحيح صدور الكثير من الواحد، وهي مبتنية على وجود الأفلاك التسعة وكونها ذوات نفوس مريدة.

4.في الكافي المطبوع : «فقال» .

5.في الكافي المطبوع : «قال» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71668
صفحه از 584
پرینت  ارسال به