421
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

وسيجيء تحقيقه في أوّل «باب في أنّه لا يكون شيء في الأرض ولا في السماء إلّا بسبعة».
(وَالسُّجُودِ) أي وبأنّه يسجد له ما في السماوات والأرض؛ أي ينقاد، وقدرته نافذة في جميعه.
وهذا ردّ على الفلاسفة حيث قالوا: إنّ الأفلاك غير قابلة للخرق والالتئام. ۱
وعلى المعتزلة حيث قالوا: إنّ قدرة العبد على فعل في وقت تتقدّم على هذا الوقت، فالعبد مستقلّ بالقدرة، وليس فعله موقوفا على الإذن من اللّه . ۲ وسيجيء تحقيق هذا أيضا في أوّل «باب في أنّه لا يكون» إلى آخره.
وعلى بعض المعتزلة حيث قال: إنّه تعالى ليس قادرا على شخص مقدور العبد، ۳ وبعضهم قال: لا يقدر على مثل مقدور العبد أيضا. ۴(وَالْعُبُودِيَّةِ) ؛ بضمّ المهملة والموحّدة وسكون الواو وكسر المهملة وشدّ الخاتمة، أي وبأنّ الخلائق جميعهم عبادُ اللّه .
وهذا ردّ على النصارى حيث قالوا في عيسى عليه السلام : إنّه ابن اللّه ، فقال تعالى: «لَنْ يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدا للّهِِ»۵ .
(وَالطَّاعَةِ) أي وبأنّه لا يسقط التكليف عن أحد لكمال، بل تكليف الأنبياء بطاعتهم وتحمّل أعباء النبوّة كان أعظم، ثمّ الأوصياء ثمّ الأمثل فالأمثل.

1.حكاه الرازي في تفسيره ، ج ۲۲ ، ص ۱۶۷ عن جمهور الفلاسفة وأصحاب الهيئة ، ومثله حكى المجلسي في بحار الأنوار ، ج ۵۵ ، ص ۱۲۹ .

2.شرح الاُصول الخمسة ، ص ۳۹۰ . وحكاه عنهم السيّد المرتضى في الذخيرة في علم الكلام ، ص ۸۸ ؛ وشرح جمل العلم والعمل ، ص ۹۷ ؛ والشيخ الطوسي في الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد ، ص ۱۰۴ ؛ والعلّامة في نهج الحقّ ، ص ۱۲۹ .

3.حكاه العلّامة في معارج الفهم، ص ۲۵۵ عن جماعة من المعتزلة.

4.حكاه العلّامة في معارج الفهم ، ص ۲۵۴ عن البلخي . وانظر المواقف ، ص ۲۸۳ ؛ وشرح المواقف ، ج ۸ ، ص ۶۰ .

5.النساء (۴) : ۱۷۲ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
420

(عَنِ) . لتضمين الفتور معنى العدول.
(الْكَلَامِ فِيهِ) .
الرابع عشر: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْكُوفِيِّ أَخِي يَحْيى، عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ) ؛ بفتح المهملة.
(قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ: مَا) ؛ نافية.
(تَنَبَّأَ) ؛ بالهمز، أي صار نبيّا. ويُقال أيضا: تنبّأ مسيلمة، أي تكلّف النبوّة.
(نَبِيءٌ۱) ؛ بالهمز لغة أهل مكّة، وشدّ الياء لغة سائر العرب. ۲(قَطُّ) ؛ بفتح القاف وشدّ المهملة مبنيّةً على الضمّ، ظرف زمان لاستغراق ما مضى بالنفي، وبُنيت لتضمّنها معنى «مذ» و«إلى» و«إذ». المعنى: مذ خلق العالم إلى الآن، وبناؤها على حركة لئلّا يلتقي الساكنان، وكانت الضمّةَ تشبيها بالغايات، وقد تكسر على أصل التقاء الساكنين، وقد يتبع قافُه طاءه في الضمّ، وقد يخفّف طاؤه مع ضمّها أو إسكانها. ۳(حَتّى يُقِرَّ لِلّهِ بِخَمْسٍ۴: بِالْبَدَاءِ) . وهذا ردّ على اليهود والفلاسفة وبعض المتكلّمين كما مرّ في الباب.
(وَالْمَشِيئَةِ) ؛ بفتح الميم وكسر المعجمة وسكون الخاتمة والهمز، ويجوز قلب الهمزة والإدغام؛ أي وبأنّه لا يجري في ملكه من طاعة أو عصيان إلّا ما شاء، فما شاء اللّه كان، وما لم يشأ لم يكن.
وهذا ردّ على المجوس والمعتزلة حيث قالوا: إنّ المعصية ليست بمشيئة اللّه ، أي إنّه ليس في مقدوره تعالى من اللطف ما لو فعله بالعاصي لأطاع. ۵

1.في الكافي المطبوع : «نَبِيٌّ» .

2.النهاية ، ج ۵ ، ص ۳ (نبأ) .

3.عمدة القارى ء ، ج ۱ ، ص ۵۳ .

4.في الكافي المطبوع : + «خصال» .

5.المغني في أبواب العدل والتوحيد ، ص ۲۱۸ ؛ شرح الاُصول الخمسه ، ص ۳۱۶. و حكاه عن المعتزلة العلّامة في معارج الفهم ، ص ۴۱۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71990
صفحه از 584
پرینت  ارسال به