423
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

يكون، ويرجع إلى مضمون تاسع الباب.
(وَاسْتَثْنى) ؛ بصيغة المعلوم، وفيه ضمير اللّه .
(عَلَيْهِ) أي على محمّد صلى الله عليه و آله .
(فِيمَا سِوَاهُ) . الضمير للمحتوم، ومعنى الاستثناء بيان أنّه ليس محتوما، بل بمشيّتي، إن شئت خلقت، وإن لم أشأ لم أخلق.
واستعمال «على» هنا للدلالة على أنّه أخذ منه الإقرار بذلك، وشرطه ۱ عليه.
وهذا الاستثناء يدلّ على البداء، أي ترتّب الأشياء باعتبار الصدور عنه تعالى بالقدرة.
السادس عشر: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّيَّانِ) ؛ بفتح المهملة، وشدّ الخاتمة.
(بْنِ الصَّلْتِ) ؛ بفتح المهملة، وسكون اللام، والمثنّاة.
(قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ: مَا بَعَثَ اللّهُ نَبِيّا قَطُّ إِلَا بِتَحْرِيمِ الْخَمْرِ) . ردٌّ على المخالفين حيث قالوا: إنّ الخمر كان في شرع موسى حلالاً، وكأنّه ردّ عليهم أيضا في قولهم: إنّ الخمر كان في صدر الإسلام حلالاً ثمّ نسخ، وينقلون في ذلك حكايات. ۲(وَأَنْ يُقِرَّ لِلّهِ بِالْبَدَاءِ) . ظاهر ممّا سبق في الباب من الأحاديث.
السابع عشر: (الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُعَلَّى) ؛ بضمّ الميم، وفتح المهملة، وشدّ اللام المفتوحة.
(بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سُئِلَ الْعَالِمُ عليه السلام ) . المراد صاحب الزمان عليه السلام بتوسّط أحد السفراء، أو بلا توسّط، أو الحديث مرسل بناءً على أنّ «معلّى» ممّن لم يرو عن أحد من الأئمّة عليهم السلام أي بلا واسطة.

1.في «ج» : «وشرط» .

2.اُنظر تفسير مقاتل بن سليمان ، ج ۱ ، ص ۳۱۹ ، ذيل الآية ۹۰ من سورة المائدة ؛ جامع البيان للطبري ، ج ۲ ، ص ۴۹۱ ؛ وج ۷ ، ص ۴۵ ؛ تفسير أبي حاتم الرازي ، ج ۲ ، ص ۳۸۹ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
422

وهذا ردّ على بعض الصوفيّة حيث قالوا: إنّ الأعمال الشرعيّة ساقطة عن الكاملين، فإنّها بمنزلة أعمال أهل الكيمياء، إنّما يحتاج إليها النحّاس ما لم يصر ذهبا، وبمنزلة معالجات الأطبّاء للمرضى، إنّما يحتاج إليها المريض ما لم يصر صحيحا.
وليس لهم استدلال على عقائدهم إلّا بالشعريات.
الخامس عشر: (وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمَةَ) ؛ بفتح الجيم وسكون الهاء.
وفي كتاب الرجال: «ابن أبي جهم» بدون الهاء أخيرا. ۱
وفي النجاشي: «جهيم بن أبي جهيم، ويُقال: ابن أبي جهيمة». ۲(عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: إِنَّ اللّهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخْبَرَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بِمَا كَانَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا) .
«مذ» و«منذ» قد تليهما الجملة الفعليّة أو الاسميّة، والمشهور أنّهما حينئذٍ ظرفان مضافان قيل إلى الجملة، وقيل: إلى زمن مضاف إلى الجملة، وقيل: مبتدآن، فيجب تقدير زمن مضاف للجملة يكون هو الخبر. ۳(وَبِمَا يَكُونُ إِلَى انْقِضَاءِ الدُّنْيَا، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَحْتُومِ) ؛ بالمهملة؛ ۴ من حتمه كضربه: إذا أوجبه عليه. والحتم أيضا إحكام الأمر، والحتم أيضا القضاء الذي لا اختيار للخلق في مقضيّه.
(مِنْ ذلِكَ) . الإشارة إلى مجموع ما كان ويكون، والمحتوم منه ما كان؛ لأنّه مضى، فليس للّه تعالى فيه البداء، فهو كالواجب الذي فاعله مجبور فيه، أو الإشارة إلى ما

1.رجال الطوسي ، ص ۳۳۳ ، الرقم ۳ .

2.رجال النجاشي ، ص ۱۳۲ ، الرقم ۳۳۸ . وفيه: «جهيم بن أبي جهم ويقال : ابن أبي جهمة». وانظر معجم رجال الحديث ، ج ۵ ، ص ۱۵۳ .

3.مغني اللبيب ، ج ۱ ، ص ۳۳۶ (منذ ، مذ). وانظر القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۵۹ (مذ) .

4.في «أ» : «المهملة» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55624
صفحه از 584
پرینت  ارسال به