433
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(وَبِالتَّقْدِيرِ قَدَّرَ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب التفعيل.
(أَقْوَاتَهَا) . جمع «قوت» بضمّ القاف، وهو ما يحفظ به الشيء، ومنه قوت الإنسان، وهو ما يقوم ويحفظ به بدنه من الطعام. قيل: منه قوله تعالى: «وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَىْ ءٍ مُقِيتا»۱ أي حافظا، وقيل: أي قادرا، ۲ وذلك بخلق أنواع النبات والشجر ونحو ذلك.
(وَعَرَّفَ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم.
(أَوَّلَهَا وَآخِرَهَا) أي جعل آخرها قريبا من الوجود وملحقا بأوّلها، فكان كلّ منهما تشمّ رائحة الآخر.
(وَبِالْقَضَاءِ أَبَانَ لِلنَّاسِ) أي خلق الناس من بعض تلك الأنواع وهو التراب، فأبان. وهو المقصود بالذات من خلق الثلاثة المتقدّمة، كقوله تعالى: «خَلَقَ لَكُمْ مَا فِى الْأَرْضِ جَمِيعا»۳ .
(أَمَاكِنَهَا) أي أمكنتها ومواضعها التي جعلها اللّه لها، وخصّص كلّاً منها بما يناسبه.
ويحتمل أن يُراد بالأماكن المراتب والمنازل في الشرف ونحو ذلك، نظير قوله تعالى: «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ»۴ .
(وَدَلَّهُمْ عَلَيْهَا) أي على الحِكَم والمصالح التي روعي فيها.
(وَبِالْاءِمْضَاءِ) . شروعٌ في بيان إبقاء النظام للتكليف والثواب [و] العقاب.
(شَرَحَ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب منع.
(عِلَلَهَا) أي كشف عن عللها الغائيّة كشفا فوق الإبانة المذكورة سابقا، فإنّ تكرّر المشاهدة وترتّب الفوائد يوضح عن الحِكَم أشدّ توضيح.

1.النساء (۴) : ۸۵ .

2.الفروق اللغويّة للعسكري ، ص ۵۰۷ ، الفرق بين المقيت والقادر ؛ الصحاح ، ج ۲ ، ص ۲۶۲ ؛ معجم مقاييس اللغة ، ج ۵ ، ص ۳۸ ؛ لسان العرب ، ج ۲ ، ص ۷۵ (قوت) .

3.البقرة (۲) : ۲۹ .

4.الواقعة (۵۶) : ۷۵ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
432

من أنّ له تعالى البداءَ في المراتب إلى وقوع القضاء بالإمضاء، أنّه قد يقع خلاف ما شاء. ويحتمل أن يكون استدلالاً بالقرآن على البداء، وعدم الجبر في أفعاله تعالى.
(فَبِالْعِلْمِ) . الباء فيه كالباء في قولهم: ماهيّة الشيء ما به الشيء هو هو، أي ما به يحكم بأنّ الشيء هو هو.
(عَلِمَ) ؛ بصيغة معلوم المجرّد.
(الْأَشْيَاءَ) . المراد بها الأجسام وصفاتها.
(قَبْلَ كَوْنِهَا) أي حدوث شيء منها في الخارج.
(وَبِالْمَشِيئَةِ عَرَّفَ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب التفعيل من العرف بالفتح: الرائحة.
(صِفَاتِهَا) أي خلق لها أصلاً مشتركا من غير تمييز بعضه عن بعض، وكان ذلك الأصل ماءً.
(وَحُدُودَهَا) أي حقائقها وأنواعها.
(وَأَنْشَأَهَا) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب الإفعال، ويحتمل أن يكون بصيغة المصدر منه. والإنشاء: ابتداء الفعل الذي فيه تدريج.
(قَبْلَ إِظْهَارِهَا) أي قبل تعيين أنواعها ووجودها الخارجي بخصوصيّاتها.
(وَبِالْاءِرَادَةِ مَيَّزَ) ؛ بصيغة الماضي المعلوم من باب التفعيل.
(أَنْفُسَهَا) أي ذواتها بأن خلق لبعض المادّة المشتركة ـ وهي الماء ـ العذوبةَ حتّى يخلق منه الجنّة وأهل الطاعة، ولبعضها المُلُوحةَ حتّى يخلق منه النار وأهل المعصية، كما يجيء في ثاني «كتاب الإيمان والكفر». ۱(فِي أَلْوَانِهَا) أي أنواعها.
(وَصِفَاتِهَا) أي صفاتها الخاصّة التي بها يمتاز الأنواع بعضها عن بعض.

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶ ، باب آخر منه وفيه زيادة وقوع التكليف الأوّل ، ح ۱ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55487
صفحه از 584
پرینت  ارسال به