477
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(لَهُ بِالسَّعَادَةِ) أي بفعل يناسب سعادته، وذلك بالتوفيق.
وفي الكلام اقتصار، أي ومن كتبه اللّه شقيّا وإن لم يبق من الدنيا إلّا فواق ناقة ختم له بالشقاء. ويجيء في «كتاب الحجّة» في سادس عشر «مولد النبيّ صلى الله عليه و آله ووفاته» عن أبي عبداللّه عليه السلام قال: «خطب رسول اللّه صلى الله عليه و آله الناس، ثمّ رفع يده اليمنى قابضا على كفّه، ثمّ قال: أتدرون أيُّها الناس ما في كفّي؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنّة،وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثمّ رفع يده الشمال فقال: أيّها الناس أتدرون ما في كفّي؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثمّ قال: حكم اللّه وعدل حكم اللّه وعدل «فَرِيقٌ فِى الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِى السَّعِيرِ» . ۱

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۴۴ ، ح ۱۶ . والآية في سورة الشورى (۴۲) : ۷ .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
476

نقل إلى باب التفاعل أفاد المبالغة، باعتبار أنّ الغالب فيما فيه مغالبة المبالغة.
(السَّعَادَةُ) التي خلقها اللّه تعالى فيه في بطن اُمّه مثلاً.
(وَقَدْ يُسْلَكُ بِالشَّقِيِّ طَرِيقَ السُّعَدَاءِ حَتّى يَقُولَ النَّاسُ: مَا أَشْبَهَهُ بِهِمْ، بَلْ هُوَ مِنْهُمْ! ثُمَّ يَتَدَارَكُهُ الشَّقَاءُ) أي يغلب عليه ويأخذه من هذا الطريق، كقوله تعالى حكايةً: «رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا» . ۱
ونسبة التدارك إلى السعادة والشقاء مجاز، والمقصود التوفيق والخذلان على وفق ما خلق فيه بدون جبر ووجوب سابق، كما ذكرنا في شرح ثاني الباب.
(إِنَّ مَنْ كَتَبَهُ اللّهُ سَعِيدا) . استئنافٌ بياني؛ أي من ثبت اسمه في صحيفة السعداء، مثل ما يجيء في «كتاب الصلاة» في أوّل «باب النوادر»: «وأنّ في البيت المعمور لرقّا من نور، فيه كتابٌ من نور، فيه اسم محمّد وعليٍّ والحسن والحسين والأئمّة عليهم السلام وشيعتهم إلى يوم القيامة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل». ۲(وَإِنْ) ؛ وصليّة.
(لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا) أي من عمره في الدنيا.
(إِلَا فُوَاقُ)۳ ؛ بضمّ الفاء ـ وقد يفتح ـ : ما بين الحلبتين من الوقت، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع. ۴(نَاقَةٍ خَتَمَ) ؛ بالمعجمة والمثنّاة فوقُ بصيغة ماضي معلوم باب ضرب، وفيه ضمير اللّه . ويحتمل المجهول.

1.المؤمنون (۲۳) : ۱۰۶ .

2.الكافي، ج ۳ ، ص ۴۸۲ ، ح ۱ .

3.فى حاشية «أ»: «قوله: إلّا فواق ناقة، الفواق ـ كغراب ـ : ما بين الحلبتين من الوقت؛ لانّها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، أو مابين فتح يدك وقبضها على الضرع، وفي الحديث: العيادة قدر فواق ناقة (ميرزا رحمه الله)». الحاشية على اُصول الكافي لميرزا رفيعا، ص ۴۹۲. والحديث في الكافي، ج ۳، ص ۱۱۷، باب كم يعاد المريض و... ، ح ۲.

4.لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۳۱۶ (فوق) .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55468
صفحه از 584
پرینت  ارسال به