511
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

وَالْخَيْرِ فِتْنَةً» 1 . انتهى. 2 (وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ بِغَيْرِ قُوَّةِ اللّهِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ) . ردٌّ على المعتزلة في قولهم: إنّ كلّ لطف ناجع واجب على اللّه تعالى، فيستحيل عليه ضدّ اللطف. 3 ومضى في ثالث الباب: «عملتَ المعاصي بقوّتي التي جعلتُها فيك».
قيل: ردّ على الأشاعرة حيث زعموا أنّ المعاصي فعل اللّه لا بقوّة خلقها. انتهى. 4 (وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ، أَدْخَلَهُ 5 النَّارَ) ؛ متعلّقٌ بالجميع.
السابع: (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللّهِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْقَدَرِ 6 ) أي بأن قدر فعل العبد له فقط، وليس للّه معه شركة في قدر فعله. وهو قول المعتزلة، ومبنيّ على قولهم: إنّه لم يبق طريق للّه تعالى إلى نحو إيمان الكافر إلّا القسر والإلجاء، وعليه وعلى قولهم: قدرة العبد على فعل في وقت تتقدّم على ذلك الوقت من فردي التفويض. 7 (وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا هذَا) . نداءٌ على سبيل الاستخفاف.
(أسْأَلُكَ؟). خبر أو بتقدير الاستفهام للاستيذان.
(قَالَ: سَلْ ، قُلْتُ: يَكُونُ) ؛ بتقدير الاستفهام الإنكاري.
(فِي مُلْكِ) ؛ بضمّ الميم وسكون اللام، أي سلطان.
(اللّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مَا لَا يُرِيدُ؟) . يعني أليس كون شيء لا يريده منافيا لسلطانه

1.شرح الاُصول الخمسة ، ص ۳۹۰ . وحكاه السيّد المرتضى في الذخيرة في علم الكلام ، ص ۸۸ ؛ وشرح جمل العلم والعمل ، ص ۹۷ ؛ والشيخ الطوسي في الاقتصاد ، ص ۱۰۴ .

2.الأنبياء (۲۱) : ۳۵ .

3.في حاشية «أ» : «القائل ابن بابويه في كتاب التوحيد (منه)» . التوحيد ، ص ۳۵۹ ، باب نفي الجبر والتفويض ، ح ۲ .

4.المغني في أبواب العدل والتوحيد ، ص ۱۱۶ . وحكاه عنهم العلّامة في معارج الفهم ، ص ۴۲۲ .

5.في حاشية «أ» : «ام من رحمه الله (منه)» . والظاهر أنّ المراد منه محمّدأمين الإسترابادي في حاشيته على الكافي .

6.في الكافي المطبوع : + «اللّه » .

7.في الكافي المطبوع : «في القدر» .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
510

(وَلَا تَارِكِينَ إِلَا بِإِذْنِ اللّهِ) أي بعدم إحداثه مانعا عقليّا، أي مخرجا عن القدرة في وقت الفعل.
وهذا ردّ على المعتزلة في قولهم: إنّ القدرة على فعل في وقت تتقدّم على ذلك الوقت. 1
ويمكن أن يُراد بالإذن هنا عدم إحداث المانع العقلي، أي المخرج عن القدرة، ولا المانع العلمي، أي ما يعلم تعالى معه عدم الأخذ أو الترك اختيارا، فيعمّ الخصال الخمس الاُول من الخصال السبع، ويكون ردّا على المعتزلة في كلا خلافيهم معنا، كما مضى في أوّل الخامس والعشرين. 2
السادس: (عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ) ؛ بضمّ القاف، وسكون الراء المهملة، ومهملة.
(عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّهِ) . ردٌّ على المجبّرة، ومضى معناه في ثاني الباب.
والسوء بضمّ المهملة: الاسم للسوء بفتحها، مصدر ساءه يسووه سوءا ومساءةً ومسائية، نقيض: سرّه.
(وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيئَةِ اللّهِ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللّهَ مِنْ سُلْطَانِهِ) . ردٌّ على المعتزلة في أوّل خلافيهم معنا المذكورَيْن في أوّل الخامس والعشرين.
والمراد بالخير والشرّ الطاعات والمعاصي كقوله تعالى: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَه» 3 ؛ لأنّه لم يزعم أحد أنّ نحو الصحّة والمرض بغير مشيئة اللّه .
وقيل: يعني بالخير والشرّ الصحّة والمرض، وذلك قوله عزّ وجلّ: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ

1.شرح الاُصول الخمسة ، ص ۳۹۰ . وحكاه السيّد المرتضى في الذخيرة في علم الكلام ، ص ۸۸ ؛ والشيخ الطوسي في الاقتصاد ، ص ۱۰۴ ؛ والعلّامة في معارج الفهم ، ص ۲۶۲ .

2.أي في الحديث ۱ من باب في أنّه لا يكون شيء ، في السماء والأرض إلّا بسبعة .

3.الزلزلة (۹۹) : ۷ ـ ۸ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 55617
صفحه از 584
پرینت  ارسال به