53
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

(فَإِذا) . هي «إذن» بالنون؛ لأنّها حرف مكافاة وجواب، لكنّها كُتبت بالألف كما هو عند البصريّين إشعارا بصورة الوقف، لأنّك إذا وقفت على إذن، أبدلت من نونه ألفا؛ تشبيها لها بالمنوّن المنصوب.
وعند الكوفيّين أنّها تُكتب بالنون اعتبارا باللفظ، للفرق بينها وبين «إذا» الشرطيّة والفجائيّة في الصورة.
وقال بعضهم: يوقف عليها أيضا بالنون، وذهب بعض إلى أنّها اسم منوّن، وتنوينها عوض عن المضاف إليه، تأويلها: إذ ۱ كان الأمر كما ذكرت.
ويحتمل أن يكون بالألف الليّنة لفظا أيضا للمفاجأة، نحو: خرجت فإذا زيدٌ قائم، وحينئذٍ لا تقع في الابتداء، فهي هنا جزاء شرط، كقوله تعالى: «ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنْ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ» . ۲
وحذف هنا الشرط لدلالة قوله: «إذا لم يدرك» إلى آخره عليه.
وهي حرف عند الأخفش، وظرف مكان عند المبرّد، وظرف زمان عند الزجّاج. ۳
ويرجّح الأوّل قولهم: «خرجت فإذا إنّ زيدا بالباب» بكسر «إنّ» لأنّ «إنّ» لا تعمل ما بعدها فيما قبلها.
(إِنَّهُ) ؛ بكسر الهمزة وشدّ ۴ النون؛ لأنّ «إذا» تختصّ بالجملة. ويجوز الفتح على الابتداء، وتقديرُ خبر مبتدأ، أي «حاصل».
(لَا شَيْءٌ۵) ؛ بالرفع والتنوين خبرُ «إنّ»؛ لأنّهما جعلا كاسم واحد. والمراد بالشيء الموجودُ المعتدّ به، أي لا يصلح لأن يكون ربّا. ويحتمل أن يكون المراد به الموجودَ مطلقا.
(إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ) . شرطيّة، وجزاؤها محذوف، يدلّ عليه سابقه؛ أي

1.في «ج» : «إذا» .

2.الروم (۳۰) : ۲۵ .

3.اُنظر شرح الرضي على الكافية ، ج ۴ ، ص ۳۹ .

4.في «ج» : «وتشديد» .

5.في الكافي المطبوع : «لا شيءَ» بالفتح .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
52

عنه في الظهور بحيث لا حاجة إلى ذكره، بخلاف نفي الكيف. ويوافق ذلك أنّه يجيء في أوّل «باب الكون والمكان» مثل هذه العبارة، ولم يترك فيه قوله «بلا أين» في الأوّل. ۱
إن قلت: ينافي هذا ما يجيء في سادس الباب الثاني ۲ من قوله: «ولكن لابدّ من إثبات أنّ له كيفيّةً لا يستحقّها غيره؟»
قلت: لا منافاة؛ لأنّ الكيفيّة قد تُطلق مجازا على أعمّ ممّا مرّ، وهو المراد فيما يجيء.
(فَلَا يُعْرَفُ بِالْكَيْفُوفِيَّةِ)۳ . تفريعٌ للنتيجة على الدليل باعتبار بداهة مغايرة الخالق لمخلوقه، وأصلها وأصل الكيفيّة من «كيف» في الاستفهام، وهو اسم مُبهم غير متمكّن مبنيّ على الفتح، وقد يستعمل استعمالَ الاسم المتمكّن في الذي يُقال في جواب كيف، ويدخل عليه الألف واللام، ويُعرب ۴ بالحركات الثلاث، وقد يشتقّ منه المصدر بإدخال ياء النسبة إلى «كيف» والهاء المصدريّة، فيستعمل في الوصف المذكور، وهذا إمّا بدون تكرار لام الفعل كما في «الكيفيّة» وإمّا بتكرارها وتوسّط الواو بينهما كما في «الكيفوفيّة» ومثله «الكينونيّة». ويجيء في رابع «باب الكون والمكان».
(وَلَا بِأَيْنُونِيَّةٍ) أي بالجواب عن السؤال بأين. واشتقاقها كما مرّ في الكيفوفيّة.
(وَلَا يُدْرَكُ بِحَاسَّةٍ) . إشارةٌ إلى أنّ حكمك فيه تعالى بالكيف والأين مبنيّ على زعمك فيه تعالى ۵ أنّه يُدرك بحاسّة.
(وَلَا يُقَاسُ بِشَيْءٍ) . إشارةٌ إلى أنّ زعمك فيه تعالى أنّه يُدرك بحاسّة مبنيّ على قياسك إيّاه بالأشياء المدركة بالحواسّ.
(فَقَالَ الرَّجُلُ) استدلالاً على أنّه يُدرك بحاسّة.

1.أي الحديث ۶ من باب إطلاق القول بأنّه شيء .

2.في حاشية «أ» : «ونقل هذا الحديث في العيون هكذا : هو أيّن الأين وكان بلا أين ، وكيّف الكيف وكان بلا كيف . وهو أحسن» . عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، باب ۱۱ ، ح ۲۸ . وفيه : «هو أيّن الأين وكان ولا أين ، وكيّف الكيف وكان ولا كيف» .

3.في حاشية «أ» : «الظاهر كما في نسخ التوحيد والعيون : «بكينونية منكرة» . وفي كلاهما كما في الكافي .

4.في «ج» : «ويعرف» .

5.في ج : - «فيه تعالى» .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71443
صفحه از 584
پرینت  ارسال به