55
الشّافي في شرح أصول الكافي ج2

الدَّلِيلُ عَلَيْهِ؟) انتهى. 1
وهذا ساقط من قلم ناسخ الكافي. وحاصله أنّ السؤال ب«متى كان» إنّما هو في الحوادث، وهو قديم.
(قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام ) في الدليل عليه:
(إِنِّي لَمَّا نَظَرْتُ إِلى جَسَدِي، وَلَمْ يُمْكِنِّي فِيهِ زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ، وَدَفْعِ الْمَكَارِهِ عَنْهُ، وَجَرِّ الْمَنْفَعَةِ إِلَيْهِ، عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا الْبُنْيَانِ) أي الجسد أو العالم. والمآل واحد.
(بَانِيا، فَأَقْرَرْتُ بِهِ) . حاصله ما مضى في ثاني الباب.
(مَعَ مَا أَرى) . بعدما استدلّ بالآيات في الأنفس، شرع في الاستدلال بالآيات في الآفاق:
(مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَكِ بِقُدْرَتِهِ) . الدوران ـ بفتح المهملة وفتح الواو ـ : الحركة في محيط الدائرة ونحوه، كحركة الشمس والقمر وسائر النجوم. والفلك ـ بفتح الفاء وفتح اللام ـ جمع فلكة بسكون اللام، وهي ما استدار شكله. والمراد هنا الشمس والقمر وسائر النجوم. ومضى بيانه في الدليل الأوّل من أوّل الباب.
ويبعد كون المراد بالفلك السماءَ المحيطةَ بالأرض؛ لأنّا لا نرى دورانها، بل لا دوران لها، كما مضى في شرح الدليل الخامس من أوّل الباب.
(وَإِنْشَاءِ السَّحَابِ، وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) أي تغييرها من جهة إلى اُخرى، أو من مكان إلى آخر، فإنّ كلّ واحد من أمثال ذلك من الحوادث دالّ على محدث العالم المثبت، كما مضى في الدليل الرابع من أوّل الباب. وما ذكره الطبيعيّون من الأسباب الطبيعيّة للسحاب وللرياح كالتبخّر وكالتخلخل والتكاثف ممّا تضحك منه الثكلى.
(وَمَجْرَى) ؛ مصدر ميمي، أو اسم مكان.
(الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ) : السيّارات أو جميعها، فإنّ اختصاص كلّ منها بمجرى خاصّ مع تشابه الأمكنة والجهات في تمام الحقيقة ـ كما مضى في الدليل الثالث من

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۱۲۰ ، باب ۱۱ ، ح ۲۸ . وهذه العبارة موجود في أكثر مخطوطات الكافي والمطبوع منه .


الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
54

إذا لم يدرك بحاسّة من الحواسّ كان لا شيئا.
وهذا استدلال منه على نفي ربوبيّة ما زعمه المخاطب ربّا، ويحتمل أن يكون استدلالاً على نفي وجوده مطلقا.
(فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : وَيْلَكَ، لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّكَ عَنْ إِدْرَاكِهِ، أَنْكَرْتَ رُبُوبِيَّتَهُ، وَنَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاكِهِ، أَيْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا) .
حاصله منع أنّه إذا لم يدرك بحاسّة كان لا شيئا البتّة، أو منع دلالة عدم الإدراك بحاسّة على كونه لا شيئا مستندا بأنّ لازم أحد النقيضين أو شرطَه يستحيل أن يكون ملزوما، أو دليلاً على الآخر، وعدم الإدراك بحاسّة لازم للربوبيّة، وشرط لليقين بالربوبيّة، وليس مقصوده عليه السلام أنّ عدم الإدراك بالحواسّ دليل على الصانعيّة.
ولا يخفى أنّ هذا صريح في أنّه لا مجرّد سوى اللّه ، فيبطل قول الزنادقة بتجرّد العقول العشرة والنفوس الناطقة. 1 (بِخِلَافِ شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ) . خبر آخر ل«أنّ» أو استئناف بياني، فهو خبر مبتدأ محذوف؛ أي هو بخلاف، لمّا كان في الخلاف معنى النفي كان «شيء» نكرة في سياق النفي، أي ليس بينه وبين شيء مشتركٌ ذاتي، فلا يمكن أن تُدرِكه الحواسّ، كما يجيء بيانه في أوّل الثاني. 2 (قَالَ الرَّجُلُ: فَأَخْبِرْنِي 3 مَتى كَانَ؟) .
في «باب الردّ على الثنويّة والزنادقة» 4 من توحيد ابن بابويه، 5 وفي «باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار في التوحيد» من عيون أخبار الرضا عليه السلام بعد هذه العبارة هكذا:
(قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : أَخْبِرْنِي مَتى لَمْ يَكُنْ؛ فَأُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ قَالَ الرَّجُلُ: فَمَا

1.الشفاء ، ج ۲ ، ص ۲۶۴ (الطبعة الاولى) . وحكاه الإيجي في المواقف ، ج ۲ ، ص ۶۹۰ .

2.أي الحديث ۱ من باب إطلاق القول بأنّه شيء .

3.في «ج» : - «فأخبرني» .

4.في «أ»: «باب القدرة» بدل من «باب الردّ على الثنوية والزنادقة» .

5.التوحيد ، ص ۲۵۱ ، باب الردّ على الثنويّة والزنادقة ، ح ۳ .

  • نام منبع :
    الشّافي في شرح أصول الكافي ج2
    تعداد جلد :
    5
    ناشر :
    دارالحدیث با همکاری سازمان اوقاف و امور خیریه
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 71412
صفحه از 584
پرینت  ارسال به